Hawamil Wa Shawamil

Miskawayh d. 421 AH
9

Hawamil Wa Shawamil

الهوامل والشوامل

Investigator

سيد كسروي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Publisher Location

بيروت / لبنان

وَالْقعُود لما كَانَ بعقب قيام وانتصاب - أَحبُّوا أَن يفرقُوا بَين الهيئتين الواقعتين بعقب أَحْوَال مُخْتَلفَة. وَالدَّلِيل على أَنهم خالفوا بَين هَاتين اللفظتين لأجل الْأَحْوَال الْمُخْتَلفَة قبلهمَا أَنَّك تَقول: كَانَ فلَان مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا وَلَا تَقول اسْتَوَى قَاعِدا. وَلست أَقُول: إِن هَذَا الحكم وَاجِب فِي كل لفظتين مختلفتين إِذا دلتا على معنى وَلَا هُوَ حتم عَلَيْك وَلَا ضَرْبَة لَا زب لَك بل قد قدمنَا أما هَذِه الْمَسْأَلَة مَا جعلنَا لَك فِيهِ فسحة تَامَّة ورخصة وَاسِعَة: إِذا لم تَجِد الْفرق وَاضحا بَينا أَن تذْهب بهما إِلَى الِاتِّفَاق فِي الِاسْم الَّذِي هُوَ أحد أَقسَام الْأَلْفَاظ الَّتِي عددناها. ثمَّ قلت فِي آخر الْمَسْأَلَة: مَا الْفرق بَين الْمَعْنى وَالْمرَاد وَالْغَرَض وَبَينهمَا فروق بَيِّنَة وَذَلِكَ أَن الْمَعْنى أَمر قَائِم بِنَفسِهِ مُسْتَقل بِذَاتِهِ وَإِنَّمَا يعرض لَهُ بعد أَن يصير مرَادا وَقد يكون معنى وَلَا يكون مرَادا. فَأَما الْغَرَض فأصله الْمَقْصُود بِالسَّهْمِ وَلكنه لما كَانَ مَنْصُوبًا لَك تقصده بالحركة والإرادة صَار كالغرض للسهم فاستعملت هَذِه اللَّفْظَة هَهُنَا على التَّشْبِيه. وَأما قَوْلك فِي خَاتِمَة الْمَسْأَلَة: مَا الَّذِي أوضح الْفرق بَين نطق وَسكت وألبس الْفرق بَين سكت وَصمت فَمَا أعجبه من مُطَالبَة وأغربه من مَسْأَلَة! كَيفَ لَا يكون الْفرق بَين المتضادين اللَّذين هما فِي الطَّرفَيْنِ والحاشيتين وَأَحَدهمَا فِي غَايَة الْبعد من

1 / 40