كل ساعة أتوقع قدومك، فأين أنت يا موريس؟ إني في شديد الحاجة إلى تعزيتك. ويلاه! ألا أجد حولي محبا غير فانتين، ما أعظم أجرك يا فانتين! السماء لك. ما أقسى قلبك يا موريس! إني متغيظة منك، إذا أتيت إلي فلا بد أن أوبخك بكلام مر.
17 مايو
موريس! أين أنت؟ لماذا لا تأتي؟ كادت النوبة تختنقني الآن فجزعت فانتين، وأرسلت الخادم ليستدعي الطبيب فلم يجده، وجعلت تفتح الشبابيك وتهوي وجهي بالمنشفة، لم أكن أظن أن الجسم البشري يحتمل هذا العذاب، لم أجزع من الموت ولكني أتعذب كثيرا، أخاف أن أموت ولا أراك، نضبت غددي الدمعية فصرت أعول وأنوح بلا دموع، ويلاه! الموت ولا العذاب؟
18 مايو
إلي موريس! إلي! إني مائتة، ويلاه أموت وليس حولي أحد ممن أحب؟ ليت أخي يعرف أني لدى باب الأبدية! لا أشك أنه يزورني، ينسى ماضي، أموت سعيدة إذا كان ملاك الموت يتناول روحي من بين يديه، ليتني أرى زوجته وأولاده.
لم يزرني أحد منذ بضعة أيام، تأثرت مستاءة جدا من كل أولئك الأصدقاء الذين كانوا يتنافسون في مرضاتي، وفي ساعات احتضاري أغفلوني، ما أقل وفاء الرجل وما أحبه لنفسه، وهت يدي قد لا أستطيع أن أكتب لك بعد.
إيفون مونار
19 مايو
اليوم حالي أحسن قليلا، لم تعاودني النوبة، ومع أني لا أطمع بالسلامة أشعر بارتياح، ولعل سببه أن الدكتور بوشه أخبرني أنك قلق علي بيد أني مشفقة عليك لقلقك، لا تحزن لموتي يا موريس، أموت فداك مسرورة بثباتي إلى النهاية على عهدي لخطيبتك الجميلة الطيبة القلب، متى قرأت كتابي هذا فلا بد أن تحقق أمنيتي بتزوجك إياها هذه هي تعزيتي الوحيدة الآن، أسر إذ أتصور أنك ستقرأ هذا الكتاب، آه، ليت خطيبتك تعرف باحتضاري فلا ريب أنها تعودني ولو خفية، ليتها تعودني فأضع كفها الرخصة النضيرة على قلبي فينتعش، لم أعد أود أن تراني يا موريس؛ لئلا تبكي كثيرا. رأيت وجهي في المرآة فارتعت.
إيفون
Unknown page