344

Ḥāshiyat al-Tartīb li-Abī Sitta

حاشية الترتيب لأبي ستة

واختلفوا في الحدث فقيل: المراد به الريح كما فسره أبو هريرة في حديث آخر تقدم في الطهارة حيث قيل له: وما الحدث يا أبا هريرة؟ فقال: فساء أو ضراط، وقيل: المراد هنا أعم من ذلك أي ما لم يحدث سواه، ويؤيده رواية مسلم (ما لم يحدث فيه ما لم يؤذ فيه) على أن الثانية تفسير للأولى قاله ابن حجر.

قوله: (اللهم اغفر له اللهم ارحمه) قال ابن حجر: هو مطابق لقوله: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) قيل: السر فيه أنهم يطلعون على أفعال بني آدم وما فيها من المعصية والخلل في الطاعة فيقتصرون على الاستغفار لهم لذلك، لأن رفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة، ولو فرض أن فيهم من تحفظ من ذلك فإنه يعوض من المغفرة بما يقابلها من الثواب، انتهى.

قوله: (تتعاقب فيكم) الرواية في البخاري (يتعاقبون) كما هو مشهور، قال ابن حجر: أي تأتي طائفة عقب طائفة ثم تعود الأولى عقب الثانية، قال ابن عبد البر: وإنما يكون التعاقب بين طائفتين وبين رجلين بأن يأتي هذا مرة ويعقبه هذا، ومنه تعقيب الجيوش أن يجهز الأمير بعثا إلى مدة ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز غيرهم إلى مدة ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز الأولين، إلخ.

قوله: (فيكم) قال ابن حجر أي المصلين أو مطلق المؤمنين.

قوله: (ملائكة) قال ابن حجر: قيل: هم الحفظة، نقله عياض وغيره عن الجمهور، وتردد ابن بزيرة، وقال القرطبي: الأظهر عندي أنهم غيرهم ويقويه أنه لم يقل: إن الحفظة يفارقون العبد، والأولى أن حفظة الليل غير حفظة النهار، وبأنهم لو كانوا هم الحفظة لم يقع الاكتفاء في السؤال منهم عن حالة الترك دون غيرها في قوله: كيف تركتم عبادي؟ انتهى.

Page 19