343

Ḥāshiyat al-Tartīb li-Abī Sitta

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: (فإني أرى من وراء ظهري) زاد في البخاري كما أراكم، قال ابن حجر: يعني عن أمامي، وصرح به في رواية أخرى كما سيأتي، ولمسلم (إني لأبصر من ورائي كما أبصر بين يدي)، وفيه دليل على المختار أن المراد بالرؤية الإبصار، وظاهر الحديث أن ذلك يختص بحالة الصلاة، ويحتمل أن يكون ذلك واقعا في جميع أحواله، وقد نقل عن مجاهد وعن تقي بن مخلد (أنه صلى الله عليه وسلم يبصر في الظلمة كما يبصر في الضوء)، وفي الحديث الحث على الخشوع في الصلاة، والمحافظة على إتمام أركانها وأبعاضها، وأنه ينبغي للإمام أن ينبه الناس على ما يتعلق بأحوال الصلاة ولا سيما إن رأى منهم ما يخالف الأولى، انتهى.

قوله: (إن الملائكة ليصلون على أحدكم) أي يستغفرون له، قيل: عبر بيصلون ليناسب الجزاء العمل، والمراد بالملائكة الحفظة أو السيارة أو أعم من ذلك، قاله ابن حجر.

قوله: (ما دام في مصلاه) قال ابن حجر: مفهومه أنه إذا انصرف عنه انقضى ذلك وسيأتي في باب (من جلس في المسجد ينتظر الصلاة) بيان فضيلة من انتظر الصلاة مطلقا سواء ثبت في مجلسه ذلك أم تحول إلى غيره، ولفظه (ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة) فأثبت للمنتظر حكم المصلي، فيمكن أن يحمل قوله: (في مصلاه) على المكان المعد للصلاة لا الموضع ا لخاص بالسجود فلا يكون بين الحديثين تخالف، إلخ.

قوله: (الذي صلى فيه) قال ابن حجر: يؤخذ منه أن ذلك مقيد بمن صلى ثم انتظر صلاة أخرى، يعني دون من انتظر من غير صلاة سابقة وإن كان له أجر من جهة أخرى قال: وتتقيد الأولى بأنها مجزئة أما لو كان فيه نقص فإنها تخير بالنافلة كما ثبت في الخبر الآخر، انتهى.

قوله: (ما لم يحدث) قال ابن حجر يدل على أن الحدث يبطل ذلك ولو استمر جالسا ، وفيه دليل على أن الحدث في المسجد أشد من النخامة لما تقدم من أن لها كفارة ولم يذكر لهذا كفارة بل عومل صاحبه بحرمان استغفار الملائكة، إلخ.

Page 18