272

============================================================

ثلاثا وثلاثين"؛ و(دبر) منصوب على الظرفية، و (ثلاثا وثلاثين) منصوب على أنه مفعول مطلق، وقد تنازعهما كل من العوامل الثلاثة السابقة فيهما. إذا تقرر هذا فنقول: لا خلاف في جواز إعمال أي العاملين أو العوامل شئت، وإنما الخلاف في المختار؛00 في قطرا وأعمل آتوني في ضميره وحذف؛ لأنه فضلة والأصل آتونيه ولو أعمل الأول لقيل أفرغه انتهى. واعترض بأن الموضع لا يجوز فيه الإضمار وإنما هو الحذف فالصواب ما قاله الزمخشري أن أصله آتوني قطرا (قوله مفعول مطلق) وصح ذلك لنيابته عن المصدر (قوله وقد تنازعهما كل من العوامل الثلاثة) وأعمل الأخير لقربه وأعمل الأولين في ضميريهما وحذفهما؛ لأنهما فضلتان والأصل تسبحون الله فيه إياه وتكبرون الله فيه إياه قاله الأزهري. وفي عدم ذكر الشارح تنازع أكثر من ثلاثة إشارة إلى أنه لم يسمع، ولهذا قال في بعض حواشيه لا يقال عاملان فصاعدا كما قال ابن عصفور؛ لأنه لم يسمع في أكثر من ثلاثة كما في قول الحماسي. طلبت فلم أدرك بوجهي وليتني فعدت فلم أبغ الندا عند سائب. وفي البخاري في باب أمر النبي الذي لا يتم ركوعه فصلى ثم جاء فسلم فقال: "ارجع فصل فإنك لم تصل" ثلاثا. قال الكرماني ثلاثا متعلق بصلى وجاء وقال وسلم فهو من تنازع أربعة أفعال (قوله لا خلاف في جواز إعمال أي العاملين) قال السيوطي: هذا في غير أفعل التعجب، أما هو فيتعين إعمال الثاني كما اشترطه ابن مالك في شرح التسهيل في جواز التنازع فيه خلافا لمن منعه (قوله أو العوامل شئت) أي: الاول والثاني والثالث هذا ما قاله بعضهم حاكيا الإجماع عليه. وقال ابن خروف في شرح كتاب سيبويه: استقرأت كلام العرب فوجدت إعمال الثالث وإلغاء ما عداه. قال ابن مالك: وهو كما قال، واعترض بأنه سمع من كلامهم إعمال الأول من الثلاثة كقول أبي الأسود: كساك ولم تستكسه فاشكرن له أخ لك يعطيك الجزيل وياصر(1) (1) أي يحبس منه. والذي في نسخ التصريح نكسه وناصر بالنون وما ذكرناه أولى ومن خط الشارح نقل. منه.

(256)

Page 356