============================================================
ب (إلا)؛ فلهذا أهملت في قولهم في المثل: (ما مسيئ من أعتب)؛ لتقدم الخبر، وفي قول الشاعر: بني غدانة ما إن أنتم ذهب ولا صريث ولكن أنتم الخزف لوجود (إن) المذكورة، وفي قوله تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل (آل عمران: 144). وما أمرنا إلا وحدة (القمر: 50]؟ لاقتران خبرها ب (إلا ) .
وبنو تميم لا يغملون (ما) شيئا؛ ولو استوفت الشروط الثلاثة؛ فيقولون: (ما يبطل العمل في ذلك الغير كما في ما زيد قائما بل قاعد وما زيد قائما إلا في الدار (قوله بإلا) قال في جمع الجوامع: ومثله إنما ولم يمثله، ولا يضر الانتقاض بغير فيجب النصب في نحو: ما زيد غير قائم وجوز الأخفش الرفع (قوله ما مسيء من اعتذر) فمسيء خبر مقدم أو مبتدأ ومن اعتذر مبتدا مؤخر على الأول، أو فاعل سد مسد الخبر على الثاني، وعليه لا شاهد فيه (قوله لتقدم الخبر) أي: وهو مبطل للعمل، وأما قول الفرزدق: وإذ ما مثلهم بشر، بالنصب مع التقدم فقال سيبويه شاذ. وقيل مثلهم مبتدأ وبني على الفتح؛ لابهامه مع إضافته للمبني. وقيل: حال أي: مماثلا وإضافته لإبهامه لا تفيده تعريفا، وبشر مبتدأ محذوف الخبر آي: ما مثلهم في الوجود بشر، وقيل: غير ذلك(1) (قوله لاقتران خبرها بإلا) وهو مبطل كما تقدم وأما قوله: وما الدهر إلا مجنونا. فقيل إنه من باب المفعول المطلق الواقع عامله المحذوف خبرا عن اسم مبتدأ على حد ما زيد إلا سيرا أي: إلا يسير سيرا والتقدير وما الدهر ألا يدور دوران مجنون، ثم ما ذكر هو مذهب الجمهور، وآجاز يونس النصب مطلقا، والفراء بشرط كون الخبر وصفا، وبقية الكوفيين بشرط كون الخبر مشبها به (قوله لا يعملون إلخ) قال سيبويه وهو القياس لعدم اختصاصها (2) بقبيل كما أهملوا ليس حملا عليها فقالوا: ليس الطيب إلا المسك (1) فقيل مثلهم ظرف زمان تقديره وإذ هم في زمان ما في مثل حالهم بشر، وقيل: ظرف مكان والتقدير الاشتراك في الحكم فتدبر. منه.
276)
Page 276