فقال له دنقل: تغير الوضع، ولكن علينا أن نسير بعد ذلك خطوة خطوة.
فقال فتح الباب بامتعاض: العدل لا يقبل التأجيل.
عند ذاك قال دنقل بجرأة جديدة: لا يمكن أن يرضى رجالك بحياة بسيطة مثل بقية الناس!
فهتف بحرارة: إذا لم نبدأ بأنفسنا فلن يتحقق خير! - إذا بدأنا بأنفسنا تزعزعت أركان الفتونة. - ألم يكن عاشور يتعيش من عرق جبينه؟
فقال حميدة: تلك الأيام لا يمكن أن ترجع. - لا يمكن؟!
فقال دنقل بفتور: خطوة، خطوة.
ولو كان فتوة حقا لحسم الأمر بكلمة واحدة. وساءل نفسه محزونا: ما الفائدة ما دمت لا أملك قوة جدي عاشور؟
والحرافيش ترى هل نسوا قوتهم المدمرة؟!
33
وفي لحظة يأس وغضب معا صارح فتح الباب دنقل وحميدة بأنه سيعلن تخليه عن الفتونة. وجزع الرجلان واستمهلاه واعدين إياه بتحقيق مطالبه. واجتمع الرجلان بصديقهما مجاهد إبراهيم شيخ الحارة، وقال له دنقل: فتوتنا ناقم، لا وفاق بيننا وبينه، فما رأيك؟
Unknown page