371

فقال سماحة بنبرة حاسمة: قم بواجبك.

وراح الشيخ يخطب الناس محذرا إياهم من الخرافة والكفر. وقال الرجل: لو بعث عاشور حقا لجاءكم بالطعام. فسخر منه الحرافيش وازدادوا إيمانا.

25

انقلب الظلام قناة سحرية للاتصال بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات السحرية في غفلة من الرقباء. تدفقت النجوى مفعمة بالحرارة. ويتساءل الرجل: أأنت عاشور الناجي؟

ولكن الهامس سرعان ما يذوب في الظلام مثل روح شارد.

همسة تدعو النائم أن يستيقظ. همسة توكد أن المخازن مليئة بالخير. همسة تلعن الجشع، الجشع عدو الإنسان لا القحط. همسة تتساءل: أليست المغامرة أفضل من الموت جوعا؟! وهمسة تنبه إلى أنه توجد ساعة ينام فيها رجل العصابة فتتخلى عنهم قوتهم. وهمسة تسأل ماذا يمكن أن يقف في وجه الكثرة إذا اندفعت؟ وهمسة تتحدى، كيف تترددون ومعكم عاشور الناجي؟!

انقلب الظلام قناة سحرية للاتصال بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات السحرية. شحن الغيب بالقوى المجهولة.

26

وكانت ثمة قوة أخرى تعمل بلا هوادة حتى وقفت على سر الطعام والمجهول. وكشف سماحة عن الخزي في صميم محله. وسرعان ما صرخ ضامر الحسني أمين مخزن الفتوة من الرعب وقال بحرارة: إني بريء يا معلم وليشهد الله!

فقال سماحة بوحشية: سرق من المخزن أكثر من نصفه. - إني بريء يا معلم! - إنك مجرم حتى تثبت براءتك. - لا تخسر رجلا وهب لك حياته لخدمتك! - معك أنت المفاتيح. - أسلمها لك كل مساء. - ولكني أجدها مكانها كل صباح وأعيدها إليك. - ممكن أن تؤخذ فيما بين ذلك وتعاد! - وأنا لا أدري؟

Unknown page