326

فقال بعد تردد: كنت مريضا وشفيت. - كان ينبغي أن ألزم جانبك. - كان العلاج هو الوحدة!

وضمته إلى صدرها وهي تقول بشغف: دعني أرى إن كان الحب ما زال هو الحب، أما آلامي وأحزاني فسأحدثك عنها فيما بعد.

61

جلس في بهو الضيوف فاستقبل المعلم عبد ربه والمعلم راضي في عناق صادق. وسرعان ما جاء مؤنس العال ورجال العصابة. قبلوه باحترام، وقال له مؤنس محزونا: ضاع كل شيء. لم يكن باليد حيلة.

وفي موكب من رجاله خرج إلى الحارة، ومضى إلى المقهى. اجتمعت الحارة كلها في الطريق تحييه فاختلط المحب بالكاره، والمعجب بالحاسد. ومال نحو مؤنس العال فسأله: ألم يظن أحد بي الجنون؟

فهتف الرجل: أعوذ بالله يا معلم!

فقال له وهو يرمق الجمهور بازدراء: فليذهبوا إلى أعمالهم مشكورين.

ثم غمغم: ما أكثر الكره وما أقل الحب!

62

وزار المئذنة وبصحبته عبد ربه وراضي. رسخت قاعدتها وسط خرابة. أزيل الحصى والقاذورات مما حولها. قاعدة مربعة في مساحة بهو ذات باب خشبي مقوس مصقول، ويواصل جسمها المتين ارتفاعه، لا ترى له قمة، لا يعلوه بناء، ويعلو أضعافا فوق كل شيء، توحي أضلاعه بالقوة، ولونه الأحمر بالغرابة والرعب.

Unknown page