فليهدد غيره بجريانه المنحوس. لن يبتلى بالتجاعيد ولا بالشيب ولا بالوهن. لن تخونه الروح، لن يحمله نعش، لن يضمه قبر. لن يتحلل هذا الجسد الصلب، لن يتحول إلى تراب، لن يذوق حسرة الوداع.
تجول عاريا في الحجرة وهو يقول بطمأنينة: مباركة هذه الحياة الأبدية.
60
فتح الباب بعصبية واقتحمت الحجرة زينات الشقراء. طارت نحوه مجنونة بالأشواق، فذابا في عناق حار طويل. انتحبت باكية. سألته بعتاب حار: ماذا فعلت؟
قبل خديها وشفتيها فعادت تتساءل: كيف هنت عليك؟
اجتاحه الحنين إليها. شيء ثمين جميل عابر. يراها شابة جميلة وعجوزا دميمة. كذبة عذبة. كأن الإخلاص أصبح مستحيلا. قال لها: لننس ما فات. - ولكني أريد أن أعرف. - كأنه مرض وانتهى. - يا لك من خائن!
يا لك من امرأة مليحة! - أتدري ماذا حصل للدنيا في غيابك؟ - فلنؤجل الحديث عن ذلك.
فتراجع رأسها وقالت بانبهار: ما أجمل منظرك!
فانقبض قلبه وتمتم وهو يرمقها برثاء: آسف على ما عانيت.
فقالت بعناد: سأسترد صحتي في ساعات، ولكن ما سرك؟
Unknown page