147

Ḥaqīqat al-īmān

حقيقة الإيمان

Genres

وقال تعالى: (ولا تتخذوا أيمانكم دخلًا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم) (١) .
يقول الإمام ابن تيمية: " (ومن يهن الله فماله من مكرم)، وذلك لأن الإهانة إذلال وتحقير وخزي، وذلك قدر زائد على ألم العذاب، فقد يعذب الرجل الكريم ولا يهان" (٢) .
وقد يقرن بين العذاب المهين، والعذاب العظيم في بعض المواضع كما في آية الجاثية.
"وإذا علم من أياتنا شيئًا اتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين. من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم".
فيعلم من هذا أن العذاب العظيم من جنس العذاب المهين الذي هو للكافرين، وذلك غير أن يفرد العذاب العظيم وحده.
يقول ابن تيمية: "فلما قال في هذه الآية: (وأعد لهم عذابًا مهينًا) علم أنه من جنس العذاب الذي توعد به الكفار والمنافقين، ولما قال هناك: (ولهم عذاب عظيم) جاز أن يكون من جنس العذاب في قوله: (لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم) .

(١) "النحل" ٩٤.
(٢) "الصارم المسلول" لابن تيمية ص ٥٣.

1 / 147