وأما التي تعرض في الراء فهي أربعة أحرف فمنهم من يجعلها غينًا معجمة فإذا أرادوا أن يقولوا عمر وقال عمغ وهي غالبة على لسان غالب أهل دمشق والعجب إنه إذا اجتمع لهم راء مع غين في مثل رغيف نطقوا بالراء غينًا وبالغين راء فيقولون غريف ومنهم من يجعلها عينًا مهملة فإذا أراد أن يقول عمرو قال عمع ومنهم من يجعلها ياء فيقول عمي ومنهم من يجعلها زايًا فيقول عمز وهي لغة خسيسة ومنهم من يقولها بالظاء أخت الطاء والأولى كانت في لسان محمد بن شبيب الخارجي والثانية كانت في لسان واصل بن عطا المعتزلي وكان لاقتداره على الكلام يتجنب النطق بها حتى كأنها ليست من حروف المعجم ومن عجيب ما يحكى عنه إنه ذكر بشار بن برد بكلام أسهب فيه وأطنب فلم يأت بكلمة فيها راء وهو أما لهذا الأعمى المكنى بأبي معاذ من يقتله والله لولا أن قتله خلق من أخلاق الغالبة لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه يريد بقوله الأعمى يعني الضرير وقال المكنى بأبي معاذ ولم يقل بشار ولا ابن برد وقال من أخلاق الغالبة ولم يقل المغيرة وقال من يبعج ولم يقل يبقر وقال على مضجعه ولم يقل على فراشه
لبعضهم فيمن يلثغ بالراء
ويجعل البرغّجا في تصرفه ... وجانب الراء حتى احتال للشعر
ولم يقل مطرًا والقول يعجله ... فقال بالغيث إشفاقًا من المطر
ولبعضهم فيمن يلثع بالراء أيضًا
ولثغته لو أن واصل حاضر ... ليسمعها ما أسقط الراء واصل
وأما التي تعرض في اللام فإن من أهلها من يبدلها ياء فيقول أعتييت بمعنى اغتللت وبدل جمل جمى وهي أوضعهن لذي المروأة وقوم يجعلون اللام كافًا وهي قبيحة ولا حاجة بناء إلى تكملة بيان هذه الحروف