وهكذا كان وَجْدُ الصَّحابة - رضي الله تعالى عنهم - على مَن أُصِيبوا بمؤتة شديدًا، وكان مِمَّا بُكِيَ به أهل مؤتة من أصحاب رسول الله ﷺ:
[٩٦] قول حسَّان بن ثابت١:
تَأَوَّبَنِي لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أَعْسَرُ ... وَهَمٌّ إذا نُوِّمَ الناسُ مُسْهِرُ٢
لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيَّجت لِي عَبْرَةٌ ... سَفُوحًا وَأَسْبَابُ البُكَاءِ التَّذَكُّرُ٣
بَلَى! إنَّ فُقْدَانَ الْحَبِيبِ بَلِيَّةٌ ... وَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ يُبْتَلَى ثُمَّ يَصْبِرُ
رَأَيْتُ خِيَارَ النَّاسِ تَوَارَدُواْ ... شَعُوبًا وخلفًا بعَدَهُم يَتأخَّرُ٤
فَلا يُبْعِدَنَّ اللهُ قَتْلَى تَتَابَعُواْ ... بِمُؤْتَةَ مِنْهُم ذُو الْجَناحَينِ جَعْفَرُ٥
وزَيْدٌ، وعبدُ اللهِ حِينَ تَتَابَعُوا ... جَمِيعًا وَأَسْبَابُ المَنِيَّة تَخْطُرُ