224

Al-Fuṣūl al-mufīda fī al-wāw al-mazīda

الفصول المفيدة في الواو المزيدة

Editor

حسن موسى الشاعر

Publisher

دار البشير

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠هـ ١٩٩٠م

Publisher Location

عمان

قبلهَا كَلَام فَتَقول وَرجل أكرمته ابْتِدَاء قَالَ
(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس ... إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس)
فَدلَّ على أَن رب جَوَاب حَتَّى تكون الْوَاو قد عطفت الْجَواب على السُّؤَال الْمُتَقَدّم أَو الْمُقدر وَلَوْلَا ذَلِك لما سَاغَ وُقُوع حرف الْعَطف أول الْكَلَام انْتهى كَلَامه
وَمُقْتَضَاهُ أَنه جعل مَا يسْتَدلّ بِهِ على كَون رب للتقليل وُقُوعهَا موقع الْجَواب وَاسْتدلَّ على وُقُوعهَا موقع الْجَواب بِقِيَام الْوَاو مقَامهَا فعلى هَذَا يكون التقليل فِي حَالَة الْوَاو أولى مِنْهُ فِي حَالَة إِظْهَار رب وَهَذَا قوي جدا فَإِنَّهُ لَا يُوجد شَاهد بِهَذِهِ الْوَاو وَالْمعْنَى فِيهِ التكثير وَإِنَّمَا ذَلِك جَمِيعه عِنْد ظُهُور رب وَالله ﷾ أعلم
الثَّانِي
تقدم أَن رب يتَّصل بهَا الظَّاهِر والمضمر وَأَن هَذِه الْوَاو لَا يتَّصل بهَا إِلَّا ظَاهر وَشرط ذَلِك الظَّاهِر فِيهَا أَن يكون نكرَة مَوْصُوفَة إِمَّا بمفرد أَو بجملة اسمية أَو فعلية مثل رب رجل كريم رَأَيْته وَرب رجل مَاتَ أَبوهُ أَو أَبوهُ ميت لَقيته أما كَونه نكرَة فَلِأَن الْمُفْرد بعْدهَا فِي معنى جمع وَلَا يكون فِي معنى جمع إِلَّا النكرَة وَأَيْضًا فَهِيَ إِمَّا للتقليل أَو للتكثير على مَا تقدم وكل مِنْهُمَا لَا يتَصَوَّر إِلَّا فِيمَا يُمكن فِيهِ ذَلِك وَهُوَ النكرَة وَأما الْمعرفَة فمتعينة لَا تحْتَمل ذَلِك وَقد تدخل على مَا لَفظه لفظ الْمعرفَة إِذا كَانَ نكرَة نَحْو مثل وَأَخَوَاتهَا

1 / 260