233

Fusul Min Mathnawi

فصول من المثنوي

Genres

9

فليس بين الثرى والثريا خلق،

10

إلا له لجذب قوته حلق. وحلق الروح من فكرة البدن خلي، فقوته إذا إجلالي.

والشرط تبديل المزاج فاعلم، بمزاج السوء موت الأشرار يحتم. إذا صار مزاج الإنسان أكل الطين، فهو شاحب سقيم مهين. فإن تبدل مزاجه القبيح، أضاء كالشمع وجهه الصبيح.

إن المرضع التي تغذو الرضيع، وتنعمه بهذا الصنيع. إن حالت بينه وبين الأثداء، فتحت له طريق الحدائق الغناء. فالثدي لهذا الضعيف حجاب، دون آلاف النعم من طعام وشراب.

فحياتنا إذا موقوفة على الفطام، فاجهد رويدا وحسبك هذا الكلام. غذاء الإنسان الدم وهو جنين، يأخذ الغذاء من نجس مهين. فإذا فطم من الدم فاللبن غذاؤه، وإذا فطم من اللبن فاللقمة كفاؤه. وإذا فطم من اللقمة فهو لقماني، يحاول الظفر بالسر الرباني.

11

ولو قيل للجنين في الرحم: في الخارج عالم جد منتظم. أرض ذات بهجة وسعة، بالنعم والأطعمة مترعة. وجبال وصحاري وبحار، وحدائق وزروع وأشجار. وسماء رفيعة ذات ضياء، وشمس وقمر ونجوم زهراء. وجنات في عرس وحبور، بالجنوب والشمال والدبور. لا يحيط الوصف بما فيها من العجائب، وأنت في هذه الظلم والمصائب. تغتذي الدم في هذا الخباء، في حبس ونجس وعناء. لرد هذا القول وأنكر، وأعرض عن هذه الرسالة وكفر. وقال: محال وخداع وغرور، عمي وهمه عن هذا التصوير.

لم يدرك جنس الشيء بصره، فسمعه يأباه وينكره. وكذلك عامة الناس في هذه الدنيا، يحدثهم الأبدال عن العقبى. يقولون هذه الدنيا بئر مظلمة الأركان، وخارجها عالم وراء الروائح والألوان. فما يكون من أحد تصديق، فإن الطمع حجاب صفيق. يصم الطمع الأذن عن الاستماع، ويعمي الغرض العين عن الاطلاع. وكذلك حجب الجنين حرصه على الدم، وهو غذاؤه في وطن الظلم. حجبه عن حديث هذا العالم، إذ لم يعرف إلا الدم من المطاعم .

Unknown page