Al-Faṣl fī al-milal waʾl-ahwāʾ waʾl-niḥal
الفصل في الملل والأهواء والنحل
Publisher
مكتبة الخانجي
Publisher Location
القاهرة
وَقَوله تَعَالَى ﴿وَإِن مِنْهُم لفريقًا يلوون ألسنتهم بِالْكتاب لتحسبوه من الْكتاب وَمَا هُوَ من الْكتاب وَيَقُولُونَ هُوَ من عِنْد الله وَمَا هُوَ من عِنْد الله﴾ إِلَى آخر الْآيَة وَقَوله تَعَالَى ﴿يحرفُونَ الْكَلم عَن موَاضعه﴾ وَمثل هَذَا فِي الْقُرْآن كثير جدا ونقول لمن قَالَ من الْمُسلمين إِن نقلهم نقل تَوَاتر يُوجب الْعلم وَتقوم بِهِ الْحجَّة لَا شكّ فِي أَنهم لَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَن مَا نقلوه من ذَلِك عَن مُوسَى وَعِيسَى ﵉ لَا ذكر فِيهِ لمُحَمد ﷺ أصلا وَلَا إنذار بنبوته فَإِن صدقهم هَؤُلَاءِ الْقَائِلُونَ فِي بعض نقلهم فَوَاجِب أَن يُصدقهُمْ فِي سائره أَحبُّوا أم كَرهُوا وَإِن كذبوهم فِي بعض نقلهم وصدقوهم فِي بعض فقد تناقضوا وَظَهَرت مكابرتهم وَظَهَرت مكابرتهم وَمن الْبَاطِل أَن يكون نقل واحدٌ جَاءَ مجيئًا وَاحِدًا بعضه حق وَبَعضه بَاطِل فقد تناقضوا وَمَا نَدْرِي كَيفَ يسْتَحل مُسلم إِنْكَار تَحْرِيف التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَهُوَ يسمع كَلَام الله ﷿ ﴿مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم تراهم ركعا سجدا يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود ذَلِك مثلهم فِي التَّوْرَاة وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فَاسْتَوَى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الْكفَّار﴾ وَلَيْسَ شيءٌ من هَذَا فِيمَا بأيدي الْيَهُود وَالنَّصَارَى مِمَّا يدعونَ أَنه التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل فَلَا بُد لهَؤُلَاء الْجُهَّال من تَصْدِيق رَبهم جلّ وَعز أَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى بدلُوا التَّوْرَاة والأنجيل وَألا يرجِعوا إِلَى الْحمق ويكذبوا رَبهم جلّ وَعز ويصدقوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى فيلحقوا بهم وَيكون السُّؤَال عَلَيْهِم كلهم حِينَئِذٍ وَاحِدًا فِيمَا أوصحناه من تَبْدِيل الْكِتَابَيْنِ وَمَا أوردناه مِمَّا فيهمَا من الْكَذِب الْمشَاهد عيَانًا مَا لم يَأْتِ نَص بِأَنَّهُم بدلوهما لعلمنا بتبديلهما يَقِينا كَمَا نعلم مَا نشهده بحواسنا مِمَّا نَص لَا نَص فِيهِ
وَقد اجْتمعت الْمُشَاهدَة وَالنَّص
حَدثنَا أَبُو سعيد الْجَعْفَرِي حَدثنَا أَبُو بكر الأرفوي مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ
حَدثنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل النّحاس
حَدثنَا أَحْمد بن شُعَيْب مُحَمَّد بن المثني عَن عُثْمَان بن عمر
حَدثنَا عَليّ هُوَ ابْن الْمُبَارك
حَدثنَا يحيى بن أبي كثير عَن سَلمَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ
كَانَ أهل الْكتاب يقرؤن التَّوْرَاة بالعبرانية ويفسرونها لأهل الْإِسْلَام بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ رَسُول الله ﷺ لَا تصدقوا أهل الْكتاب وَلَا تكذبوهم وَقُولُوا آمنا بِالَّذِي أنزل إِلَيْنَا وَأنزل إِلَيْكُم وإلهنا وإلهكم وَاحِد
قَالَ أَبُو مُحَمَّد ﵁ وَهَذَا نَص قَوْلنَا وَالْحَمْد لله رب لعالمين
مَا نزل الْقُرْآن وَالسّنة عَن النَّبِي ﷺ بتصديقه صدقنا بِهِ
وَمَا نزل النَّص بتكذيبه أَو ظهر كذبه كذبنَا لَهُ وَمَا لم ينزل نَص بتصديقه أَو تَكْذِيبه وَأمكن أَن يكون حَقًا أَو كذبا لم نصدقهم وَلم نكذبهم وَقُلْنَا مَا أمرنَا رَسُول اله ﷺ أَن نقُوله كَمَا قُلْنَا فِي نبوة من لم يتنا باسمه نَص وَالْحَمْد لله رب العالميين حَدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد
حَدثنَا إبراهبم بنأحمد البلجي حَدثنَا العزيزي
حَدثنَا البُخَارِيّ
حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف
حَدثنَا ابْن شهَاب عَن عبيد الله بن عتبَة بن مَسْعُود قَالَ ابْن عَبَّاس
1 / 160