Fiqh ashrāṭ al-sāʿa
فقه أشراط الساعة
Publisher
الدار العالمية للنشر والتوزيع
Edition
السادسة
Publication Year
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
وعن أنس بن مالك ﵁ قال رسول الله ﷺ: "بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ؛ كَفَضْلِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى، وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى" (١).
إن بعثة رسول الله ﷺ من أشراط الساعة، وكذلك موته ﷺ، فقد قال ﷺ لعوف بن مالك ﵁: "اُعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ: مَوْتي" (٢) الحديث.
وقال الله تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾ [القمر]، وقد تواترت الأحاديث بوقوع انشقاق القمر (٣)، وعن خالد بن عمير ﵁، قال: خطبنا رسولُ الله ﷺ؛ فحمِد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ (٤)،
= ﷺ يكون بمقدار ما تزيد الوسطى عن السبابة، وما مضى منه بمقدار السبابة من الأصبع الوسطى، قد يكون الباقي في حسَّ البشر طويلا؛ لأن إدراكهم محدود، ولكنه في ميزان الله سبحانه قريب وقصير؛ قال تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل: ١]، وقال ﷿: ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ﴾ [النحل: ٧٧].
(١) رواه البخاري (٦٥٠٤)، (١١/ ٣٤٧ - فتح)، ومسلم، (٢٩٥١)، والترمذي (٢٢١٤، ٢٢١٥).
(٢) رواه البخاري (٣١٧٦)، (٦/ ٢٧٧).
(٣) انظر: "شرح النووي" (١٧/ ١٤٣)، "تفسير القرآن العظيم" (٤٧٧/ ٧) ط. دار الحديث- القاهرة- ١٤٢٣ هـ.
(٤) صَرْم: انقطاع وانقضاء وذَهاب. حَذَّاء: خفيفة سريعة. الصُّبابة: البقية اليسيرة من الشراب، تبقى في أسفل الإناء.
1 / 263