Fiqh ashrāṭ al-sāʿa
فقه أشراط الساعة
Publisher
الدار العالمية للنشر والتوزيع
Edition Number
السادسة
Publication Year
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
وقال -رحمه الله تعالى- في شرح حديث: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ"، مُبَيّنًا وجه الشبه: "هل المراد به قرب إحداهما من الأخرى، أم التفاوت الذي بينهما في الطول؟ وما المراد به؟ والأرجح المختار عندنا من هذه الأقوال أنه ليس بينه ﷺ، وبين الساعة نبي آخر؛ فهي تليه" (١) اهـ.
ثامنًا: العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني:
قال -رحمه الله تعالى-: (والإخبار عن قربها من مبعثه ﷺ يحتمل أنه إخبار عن قربها عند الله -تعالى- وان كانت بعيدة في المدة ردًّا لقول المشركين بأنه لا قيام لها، وإليه أشار قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)﴾ فإنه أخرج عبد بن حميد عن الأعمش: ﴿يَرَوْنَهُ بَعِيدًا﴾ قال: "الساعة".
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦)﴾ قال: تكذيبهم، ﴿وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)﴾ قال: "صدقًا كائنًا"، ويحتمل أن المراد: قرب أشراطها من بعثته ﷺ) ... إلى أن قال: (وما وقع من الأشراط وغيره من الأحاديث مما يدل على أن المراد أنه ﵌ بُعثَ وقد قربت أشراط الساعة، وتقدير المضاف للقرائن ثابت لغة كتابًا وسنةً لا نكير فيه ... ثم إنه يدل لتقدير المضاف أمر آخر، وهو أنه قد مضى بعد وفاته ﷺ قريب من اثنتي عشرة مائة، ولم تقم الساعة، فلا قرب لقيامها ببعثته؛ بل بأشراطها، والله أعلم) (٢) اهـ.
(١) نقله عنه في "المنار" (٩/ ٣٩٤).
(٢) "رسالة شريفة" ص (٥٣. ٥٥).
1 / 238