105

Fiqh of the Signs of the Hour

فقه أشراط الساعة

Publisher

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Edition Number

السادسة

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

كشف حقيقة التنجيم والمنجمين
لقد انبهر صاحب "هرمجدون" بتنبؤات اليهودي اللئيم، وراح يلتمس المعاذير والمسوِّغات؛ ليضفي عليها المصداقية كما رأيت، مع أن الغالب كذب المنجمين، والصدق فيهم نادر، ولا أدري كيف خاض هذا الإنسان في مستنقع "المنجم اليهودي"، وأهمل تفسير من لا ينطق عن الهوى ﷺ لظاهرة صدقِ بعض أقوال الكُهَّان أحيانًا، وهو ما رواه أبو هريرة ﵁ قال: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
" إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الحَقَّ، وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ " (١).
وعن أم المؤمنين عائشة ﵂ قالت: "سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ الْكُهَّانِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُم لَيْسُوا بِشَئءٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّئءِ يَكُونُ حَقّا، قَالَ: فَقَالَ

(١) رواه البخاري (٤٨٠٠)، (٨/ ٥٣٧).

1 / 105