مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة، وحلف بالله ما أعلم أحدًا أشبه دلًا وهديًا برسول الله ﷺ من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه من ابن مسعود، وسئل عنه علي فقال: قد قرأ القرآن وعلم السنة، وكفى بذلك، وكتب عمر إلى أهل الكوفة: إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرًا، وعبد الله بن مسعود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله ﷺ من أهل بدر، فاقتدوا بهما واستمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي، وقال فيه أبو الدرداء بعد موته: ما ترك بعده مثله.
وقال عبد الله بن بريدة: إنه المراد بقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ ١ الآية. ومزاياه كثيرة، وقد انتشر العلم والدين عن أصحاب أربعة من أعلام الصحابة: ابن مسعود وأصحابه وهم أهل العراق، وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر وأصحابهما وهم أهل المدينة، وابن عباس وأصحابه أهل مكة. توفي ابن مسعود بالمدينة سنة "٣٢" اثنتين وثلاثين٢.
ترجمة زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي النجاري:
أبو سعيد أو أبو ثابت. قال ابن عبد البر: أول مشاهده أحد فما بعدها، وأعطاه النبي ﷺ راية بني النجار في غزوة تبوك نزعها من عمارة بن حزم، فقال: هل بلغلك عني شيء؟ فقال: "لا ولكن القرآن مقدَّم"، كان كاتب رسول الله ﷺ الوحي وغيره، ثم استكتبه أبو بكر، فعمر، وهو الذي باشر جمع المصحف الشريف أيام أبي بكر، وقال له: إنك شاب ثقف١ لا نتهمك، وكفى بهذا تعديلًا، وكيف لا وقد ائمتنه النبي ﷺ على الوحي٢.
ثم هو الذي تولَّى نسخ المصاحف زمن عثمان أيضًا، ومعه معينون