Fatima Zahra Wa Fatimiyyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genres
علامات للنبوة لا يدركها كل من يسمع بالدين، ولولا أنها عرفت من أبناء عمومتها من كان يفهم النبوة هذا الفهم لما كانت هذه علاماتها لتصديق الدعوة وصرف الوجل والخشية عن نفس زوجها الكريم.
وهي على هذا طبيعة مميزة، وليست طبيعة منساقة إلى السماع والتقليد، فمما نقل عنها أنها طلبت إلى النبي عليه السلام أن يخبرها إذا جاءه جبريل، فلما أخبرها قالت له: «قم فاجلس على فخذي اليسري» ففعل، فقالت: «هل تراه؟» قال: «نعم». قالت: «فتحول إلى فخذي اليمنى» وسألته: «هل تراه؟» قال: «نعم». فألقت خمارها
3
وسألته، فقال: «الآن لا أراه». قالت: «يا ابن العم اثبت وأبشر، فإنه ملك وما هو بشيطان.»
وهذا الاختبار غاية ما كان ينتظر من سيدة في عصرها أن تمتحن به حقيقة الوحي. ولا غرابة فيه عند المسلم وعند غير المسلم في العصر الحاضر، فإن البديهة لا تشتغل بالوحي الديني والنظر إلى جسد الأنثى في وقت واحد، ولا سيما بعد الحوار وإعادة السؤال مرة بعد مرة، فلا موجب إذن لشك المتشككين من المتحذلقين في صحة هذه الأحاديث.
وقد رزقت هذه السيدة البارة صباحة الوجه مع ما رزقته من الخلق الجميل والحسب الأثيل
4
والمال الجزيل، وصدق من قال: إن السعادة لا تتم، فإن هذه السيدة التي تم لها غاية ما تتمناه المرأة لم تتم لها نعمة السعادة في حياتها الزوجية، فإنها تزوجت في صباها برجل من هامات
5
مكة هو أبو هالة بن زرارة، فمات ولها منه ولد صغير سمي باسم هند (لعله دفعا لأذى الحسد)، وهو الذي تربى مع السيدة فاطمة وقتل في جيش الإمام في وقعة الجمل على أرجح الأقوال، ويؤثر عنه أوفى وصف للنبي رواه سبطه الحسن عليهما صلوات الله.
Unknown page