Fatima Zahra Wa Fatimiyyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genres
4
المادة الجسدية عند أفلوطين هو غاية التنزيه والتطهير، ولا يتفق هذا مع القول بحلول الله سبحانه وتعالى في الأجسام.
كذلك يخلطون بينه وبين وحدة الوجود وهما مذهبان متناقضان. فإن القائلين بوحدة الوجود يسبغون الصفة الإلهية على الموجودات جميعا، وهو قول ينفيه أفلوطين جد النفي؛ تنزيها لله «الأحد» عن جميع المحسوسات والمتعددات.
ويسمع السامع أن حكمة الخلق تتجلى في أناس بعد أناس فيخيل إليه أن اللاحق أفضل من السابق أو أن قيام مشيئة الله في كل عصر رسالة كرسالة الأنبياء.
هذا الخلط في فهم المذهب قد جنى على الحقيقة في غير طائل، وجر إلى الخبط في الظنون لغير علة لولا الحماقة وخفة العقل وحب الحذلقة والادعاء.
وقد كان ابن هانئ الأندلسي من هؤلاء الذين يتعاطون الفلسفة ويهرفون
5
فيها بما لا يعرفون، ولم تكن حذلقته مقصورة على مذهب الإسماعيلية بل هي طبيعة نشأت معه في موطنه، ولغط بالفلسفة وهو يتصل بصاحب إشبيلية فأقصاه خوفا من اتهامه بمشاركته في أضاليله وخزعبلاته، ولما مدح المعز الفاطمي بقصيدته الرائية التي قال في مطلعها:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
Unknown page