126

Firān al-Bunduqiyya: masāʾa dhāt khamsa fuṣūl

فران البندقية: مأساة ذات خمسة فصول

Genres

يا سعادة الرئيس، ويا حضرات الأعضاء، إن الفتى بترو تاسكا، عمره عشرون سنة، وصنعته فران، قد مثل أمامكم منذ يومين؛ متهما بقتل الشريف ألويزو جورو، وقد ثبتت تهمة القتل عليه كل الثبوت بشهادة الشهود، وبآثار الجريمة التي كانت بادية عليه، فإنه فضلا عن كونه مثل أمامكم ملوثا بدم القتيل؛ فقد شهد الخمار فيلنشي، وبرتلو قندلفت الكنيسة وشاهدون آخرون أنهم وجدوه على جثة القتيل عند ارتكاب الجناية، وقد ظهر من التحقيق أن قراب الخنجر الذي بقي مغروزا في صدر القتيل قد وجد مع المتهم، وثبت أيضا أن بين المتهم والمجني عليه عداوة وأحقادا قديمة، وأن المتهم كان مغرما بالفتاة آنلا الخادمة في بيت الشريف لورنسو باربو أحد أعضاء مجلس العشرة، وقد شهدت هذه الفتاة أنه كان يغار عليها ويخاصمها بشأن رجل كان يشاهده بعض الأحايين يرود متخفيا حول القصر الذي تخدم فيه، وقد صرح لها مرارا بأنه ينوي قتله في أول فرصة يلتقي به، وقد اعترفت آنلا المذكورة أن الشريف ألويزو كان يطارحها الغرام، وقد وجد هذا الشريف قتيلا منذ يومين في الظروف التي تقدم شرحها لكم، بعد أن سبق تهديد المتهم للفتاة آنلا بأنه سيقتله عندما يلتقي به، وأن المتهم بعد ارتكابه تلك الجناية لجأ إلى بيت السنيور لورنسو باربو طالبا الحماية، ولما قبض عليه وأودع السجن حاول الهرب منه، وقد ألقي عليه القبض مرة ثانية، وأعيد استنطاقه، فأنكر، ولكنه أقر أخيرا بعد أن استعملت معه وسائط التعذيب فلم يبق ريب في كونه القاتل الحقيقي.

بندوميني :

لقد اكتفى المجلس بما تقدم شرحه، وهو يرى إدانة الجاني بترو تاسكا، والحكم عليه بما يقتضيه القانون.

لورنسو :

سادتي إن حياة الرجل مقدسة، فلا يليق بنا أن نتسرع بإصدار حكم لا نستطيع له ردا فيما بعد.

بندوميني :

لقد كانت حياة الشريف ألويزو مقدسة أيضا، بل هي أولى بالاعتبار؛ لكون صاحبها من الأشراف، وإني أرى الاكتفاء بما تقدم والانتهاء من هذه القضية.

لورنسو :

وأية نهاية نجعلها لها؟

بندوميني :

Unknown page