الأشخاص
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الأشخاص
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
Unknown page
الفصل الرابع
الفصل الخامس
فران البندقية
فران البندقية
مأساة ذات خمسة فصول
تأليف
إلياس فياض
الأشخاص
بتروتاسكا:
فران عاشق آنلا.
Unknown page
ماركو:
والد بترو.
لورنسو باربو:
أحد أعضاء مجلس العشرة.
بوندميني:
رئيس أعضاء مجلس العشرة.
جواني:
رئيس خدم بيت لورنسو باربو.
فيلنشي:
صاحب الخمارة.
Unknown page
برتلو:
قندلفت الكنيسة.
ويدو:
نقاش فلورنسي.
كواردو:
إشراف.
ليوثي:
إشراف.
سجان:
إشراف.
Unknown page
الدوج:
إشراف.
حاجب المجلس:
إشراف.
نوتي:
امرأة لورنسو باربو.
كليمنسا:
خادمتها.
آنلا:
أم كليمنسا.
Unknown page
مرتي.
سيدتان من الشعب.
الحادثة وقعت في البندقية من أعمال إيطاليا.
الفصل الأول
(ميدان في البندقية، إلى اليمين خط أول قصر لورنسو باربو، شباك يطل على الملعب، وباب أمامه مصباح منار، في الخط الثالث كنيسة، إلى الشمال خط أول خمارة على بابها لوحة مكتوب فيها اسمها في مؤخرة الملعب قناة الماء.) (عند فتح الستار ظلام دامس ينيره المصباح المعلق على باب القصر إلى اليمين، تصدح الموسيقى بلحن منخفض.)
المنظر الأول (تمثيل بدون كلام مصحوب بالموسيقى.) (يدخل لورنسو باربو من الشمال من الخط الثاني، وينظر إلى بيته، ثم يتوارى وراءه، وإذ ينفتح باب البيت، ويخرج منه رجل مقنع يشير إلى الداخل إشارة الوداع، ويمشي نحو الشمال، فلما يتوسط الملعب، يخرج باربو من مخبئه ويطعنه بسكين في صدره، فيقع قتيلا، فينحني عليه باربو؛ ليتأكد موته ثم يقترب من الشاطئ، ويصفر فيأتي النوتي بقارب فيركب به، ويذهب، ويكون قد وقع منه قراب الخنجر على الأرض، ويبقى الخنجر مغروزا في صدر القتيل.)
المنظر الثاني
بترو وحده (يسمع صوت بترو يغني من داخل الكوليس، ثم يظهر بلباس فران وفي يده سلة فيها أرغفة، فيتقدم جهة القصر فيعثر بالقراب فيأخذه، ويضعه في السلة، ثم ينظر إلى البيت مليا وينشد):
بترو :
سلام أيها القصر الفخيم
Unknown page
سلام فتي تساوره الهموم
أتيت إليك مشتكيا غرامي
وليس سواك لي منه غريم
أتراها لا تأتي قبل طلوع النهار؟ مسكينة آنلا، إن وقتها ليس لها بل لسيدتها. أف من الخدمة، ما أصعبها! على أنني قد مللت هذه الحياة فلا نستطيع أن نجتمع إلا تحت ستار الظلام؛ كأنما نحن لصوص نخاف أن يرانا أحد، ولا بد لي من إقناعها بتقريب ميعاد الزواج؛ فترتاح هي من هذه الخدمة، وأرتاح أنا من هذا العذاب، ها هي.
المنظر الثالث
بترو - آنلا - ألويزو قتيلا
بترو (ينشد) :
يا من هواها بقلبي ليس ينصرف
عطفا على مغرم أودى به الشغف
إن كان قلبك صخرا في قساوته
Unknown page
فإن حالي عليها الصخر ينعطف
آنلا :
أحسنت يا حبيبي بترو، بمجيئك قبل الميعاد، ولو تأخرت قليلا لضاع كل غنائك سدى.
بترو :
ولماذا؟
آنلا :
لأسباب كثيرة؛ إنه لم يغمض لي جفن طول الليل.
بترو :
لعل بك ألما، فإني أراك مصفرة الوجه.
آنلا :
Unknown page
كلا، ولكني اضطررت أن أسهر من أجل سيدتي؛ فإنها لم تكن تحب أن تنام.
بترو :
إنها لمعيشة صعبة يا حبيبتي، وأمر الخلاص منها في يدك أنت، فقد قلت لك مرارا إن أبي راض عن زواجي بك، ومتي صرت امرأتي فلا تجبرين بعدها على السهر من أجل أحد، بل تنامين ساعة ما تريدين.
آنلا :
مسكينة سيدتي، إنها طيبة القلب، وتحبني كثيرا، فلا أقل من أن أتعب قليلا من أجلها، أعطني السلة واذهب الآن؛ فإني في حاجة إلى الرقاد.
بترو :
رويدك قليلا. إني أريد أن أقول لك ...
آنلا :
تريد أن تقول لي أنك تحبني كثيرا، ولا تفتكر إلا بي. هذا درس حفظته غيبا؛ لأنك أعدته علي مليون مرة.
بترو :
Unknown page
ولكن لو كنت أنت تقولين لي ذلك مئة مليون مرة، لما شعبت من تكراره.
آنلا :
ألم أقل لك مرارا أني أحبك كما تحبني؟
بترو :
القول سهل، ولكن ...
آنلا :
ولكن ماذا؟ (بتعنيف.)
بترو :
لا شيء ... لا تتكدري مني، إنما أريد أن أقول إن لكل شيء نهاية، ونهاية الحب الزواج، وبما أن والدي موافق على زواجنا فأود التعجيل به؛ فقد سئمت حياة التخفي هذه؛ إذ أضطر أن آتي تحت ستار الليل كاللص؛ لكي أسرق نظرة منك. إن دوام ذلك لا يحتمل، وأنا من طبعي أحب الحرية والصراحة، فقولي إنك قابلة بي، واهجري هذا القصر الكبير، وتعالي إلي؛ إن القصور جميلة ولكن ليس لنا نحن الفقراء.
آنلا :
Unknown page
إنك مخطئ يا بترو، فليس لي ما أشكوه من خدمتي في هذا القصر، وأنا قابلة بك كما سبق مني الوعد إليك، على أنه يجب أن تصبر إلى ما بعد عيد القديسة مريم؛ فإن سيدتي قد وعدتني بهدايا كثيرة و...
بترو :
إن المال والهدايا تغير القلوب، وتفسد الأخلاق، ولكني لا أصدق ما تقولين بل أنا أعلم من الذي يضع في نفسك هذه الآمال.
آنلا :
من؟ لا أحد إنما هو حبي لك الذي يطمعني بكل ذلك لأزيد سرورك بي.
بترو :
دعينا من هذا الآن.
آنلا :
بل أريد أن أعرف من تعني بهذا القول؟ ومن هو هذا الذي يضع بنفسي هذه الآمال؟
بترو :
Unknown page
لا تلجئيني لأن أعيد عليك ما قلته لك ذلك اليوم.
آنلا :
إنك يا بترو لسيئ الظن.
بترو :
لست بسيئ الظن، ولكني واثق كل الثقة بأن في هذه الليلة قد دخل رجل إلى القصر سرا، فإذا لم يكن من أجلك أنت، فمن أجل من؟
آنلا :
إنك واهم، وتظن الخيالات والأشباح أشخاصا حقيقية، أنت لا تستحق محبتي؛ لأن الذي يحبني ينبغي عليه ألا يشك بي، هل فهمت؟
بترو :
بل أنا أحبك، وأثق بك، ولا أعيش إلا لك يا آنلا، وكل ما أرجوه أن يعجل يوم ...
آنلا (تقاطعه، إذ تنظر إلى السلة فترى القراب) :
Unknown page
ما هذا؟
بترو :
هذا قراب خنجر وجدته في الطريق.
آنلا :
إنه لثمين، وبديع النقش.
بترو :
إذا راق لك فإني مهديك إياه.
آنلا :
لا، وأشكر لك؛ فإني لا أحب الهدايا التي تجرح.
بترو :
Unknown page
إذن هاته فإني صانع له نصلا ينفعني عند الحاجة ولا يضطرني أن أطعن به مرتين.
آنلا :
ما مرادك من هذا القول؟
بترو :
أريد أني إذا رأيت شبحا يتردد حول هذا القصر أغرزه في صدره.
آنلا :
أف لك، ما هذه الأفكار التي لا تنزع منك؟
بترو :
سترين.
آنلا :
Unknown page
لا تكن رديئا يا بترو، بل كن طيب القلب نظيري، أستودعك الله الآن؛ فإن الفجر أوشك أن يلوح.
بترو :
إلى الغد.
آنلا :
إلى الغد أيها الحبيب (تدخل القصر حاملة سبت الخبز، ويبدو النهار شيئا فشيئا، يبقى بترو ناظرا إلى الباب الذي دخلت منه) .
بترو :
لا يمكن أن تكون تغيرت عن ودادي، بل هي لا تزال تحبني، ولا بد أن تكون ظنوني في غير محلها، (يذهب فيعثر بالقتيل)
إيه يا صاح، ألم تجد فراشا ألين من هذا؟ (لذاته)
إنه سكران بلا شك (له) ، انهض يا رجل. (يهزه بيده ثم يرفع يده فإذا هي ملطخة بالدم)
إلهي هذا دم! إنه ليس بسكران بل قتيل، (يرفع القناع عن وجه القتيل)
Unknown page
آه، هذا هو الكونت الشريف ألويزو، هذا عدوي اللدود هو بعينه، (يلتفت نحو القصر)
آه يا شقية أتنكرين بعد الآن؟ (للقتيل)
أيها الظالم الغشوم، لقد انتقم الله لي منك، إنه لم يكفك ما فعلته بشقيقتي المسكينة، فأردت أن تسلب مني خطيبتي أيضا، فذق الآن جزاء ما جنته يداك، ولكن دمك هذا هيهات أن يغسل العار الذي ألحقته بي وبوالدي، (يلمسه مرة ثانية)
إنه مجلد كتمثال من رخام. (نحو القصر)
آه آنلا آنلا، ماذا صنعت بي؟
المنظر الرابع
فيلنشي يخرج من الخمارة - بترو
فيلنشي :
من تخاطب بهذا الصوت المرتفع؟ (ينظر القتيل)
ماذا هل ظفرت به أخيرا؟
Unknown page
بترو :
أهذا أنت يا فيلنشي؟ انظر ألم أقل لك إن آخرة هذا الظلوم ستكون على ما ترى؟
فيلنشي :
نعم نعم، ولكن اهرب حالا ابتعد عن هذا المكان فإنك ملطخ بدمه.
بترو :
الحق معك، فإن الناس إذا رأوني على هذه الحالة يحسبونني القاتل.
فلينشي :
هو ما تقول يا بترو، فالتمس الفرار في الحال، فلا يمضي قليل حتى يأتي الناس للصلاة، وتمتلئ الساحة بالرجال.
بترو :
أصبت، ولكن من تراه القاتل؟
Unknown page
فلينشي :
إذا كنت أنت لا تعرف القاتل، فكيف تريد أن أعرفه أنا؟ (لذاته)
يريد أن يخفي علي فعلته، ولكن حيلته لا تنطلي علي.
بترو :
بماذا تحدث نفسك؟
فيلنشي :
بأنك لا شك مجنون؛ لبقائك هنا (يسمع خطوات أناس قادمين)
هيا تعال معي؛ فإني أرى قوما قادمين (يقوده بيده، ويدخلان الحانة معا) .
المنظر الخامس
ألويزو قتيلا - القندلفت
Unknown page
القندلفت (يدخل من الشمال متجها نحو الكنيسة فيعثر بالجثة، ويقع فوقها) :
من هنا؟ قتيل! آه هذا السنيور ألويزو، قد ذهب لملاقاة ربه، من الأسف أنه ليس من أهل هذا الحي؛ وإلا لما حرمت كنيستنا فوائد الاحتفال بالصلاة عليه (يتجه نحو الكنيسة وهو يتمتم صلاة، تدخل امرأتان من الشعب من الجهة المقابلة) .
المنظر السادس
القندلفت - المرأتان - ألويزو
امرأة أولى :
لقد تأخرت هذا الصباح عن فتح الكنيسة يا برتلو.
القندلفت :
صليا صليا من أجل هذا الشريف الذي سيمثل اليوم أمام الديان.
امرأة ثانية :
مسكين.
Unknown page
المرأة الأولى :
هذا السنيور ألويزو جورو الشاب الجميل، فاحمله معك يا برتلو إلى الكنيسة.
برتلو :
لا يا ابنتي، إنه غير تابع لكنيستنا؛ لأنه ليس من أهل هذا الحي، وفوق ذلك ربما تقع علي الظنون بسببه (يدخل الكنيسة ووراءه المرأتان) .
المنظر السابع
ماركو - فيلنشي - ثم مراكبي - ثم رجل وامرأة من الشعب - ثم القندلفت
فيلنشي (على باب الخمارة) :
ارجع يا عزيزي ماركو، ووفر عنك هذا المشهد المريع، لقد قلت لك إنه هو بعينه فقد رأيته بنفسي.
ماركو (يدفع فيلنشي عنه) :
قلت لك إني أريد أن أراه.
Unknown page