200

Faraj Mahmum

فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم

عليك قبل الأجل الذي أخبرتك به أمك عني قال عضد الدولة وقد كنت أنسيت أن أمي قالت لي في المنام إني إذا بلغت هذه السنة اعتللت هذه العلة التي ذكرتها حتى قال لي أبو الحسين الصوفي فحين سمعت الكلام منه ذكرت وحدثت لي في نفسي قوة في الحال لم تكن من قبل فقلت أجلسوني فجاء الغلمان وأمسكوني حتى جلست على الفراش وقلت لأبي الحسين الصوفي اقعد وأعد علي الحديث فقد قويت نفسي فأعاده فتولدت لي شهوة الطعام فدعوت بالأطباء فأشاروا بتناول غذاء وصفوه عمل في الحال فأكلته ولم ينقض اليوم حتى بان بي من الصلاح أمر عظيم وأقبلت العافية فركبت وعاودت عاداتي في اليوم الذي قال أبو الحسين في المنام إني أركب فيه وكان عضد الدولة يحدثني وأبو الحسين يقول كذا والله كان وكذا والله قلت لمولانا وأعيذه بالله ما أحسن حفظه وذكره ما جرى حرفا بحرف ثم قال عضد الدولة ما فاتني في نفسي من هذا المنام إلا شيء كنت أشتهي أن يكون فيه وشيء كنت أشتهي أن لا يكون فيه فقلت بلغ الله مولانا آماله وأحدث له كلما يسر به وصرف عنه كل ما يؤثر أن لا يكون ولم أزد على الدعاء له خوفا من سوء الأدب في الخدمة إن سألته عن ذلك فعلم غرضي وقال أما الذي كنت أشتهي أن لا يكون فيه فهو أنه(ص)وقف على أني أملك حلب ولو كان عنده أني أملك شيئا مما تجاوز حلبا لقاله وإني أخاف أن يكون هذا غاية حدي من تلك الناحية حتى لما جاءني الخبر بأن سيف الدولة قد أخذ لي الدعوة بحلب وأعماله-

Page 200