Falsafa Ingliziyya Fi Miat Cam
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genres
وسنورد فيما يلي بضعة اقتباسات توضح مدى تبجيله لهيجل، فهو يقول: «بقدر ما يتعلق الأمر بالتفكير المجرد، وبقدر ما يستطيع المرء أن يرى في هذه اللحظة، يبدو أن هيجل قد ختم عصرا، وحدد الكل الشامل للأشياء بتعبيرات فكرية ستظل، على الأرجح، على ما هي عليه في الأساس خلال ألف السنة القادمة؛ فجميع الشواهد الخارجية تدل على أن هيجل، بالنسبة إلى أوروبا الحديثة ، يماثل على الأقل أرسطو بالنسبة إلى اليونان القديمة.»
21 «إن فلسفة هيجل إنما هي بلورة الكون، وهي الكون مفكرا فيه، أو تفكير الكون.»
22 «إن هيجل قد مارس على جميع المسائل التي تهم الإنسانية تفكيرا يتحدى، في عمقه وشموله ودقته أعظم ما سبق إعماله في هذه المسائل من تفكير.»
23 «أسيكون في وسعي أن أرشدكم خلال هذا البناء الرحب العملاق - هذا التركيب الضخم - هذا المركب الهائل - هذه الكتلة العظيمة - التي لا يشبهها شيء مما ظهر حتى الآن في فرنسا أو في إنجلترا أو في العالم؟ إنه واحد من تلك القصور الشرقية الهائلة التي لا يراها المرء إلا في الحلم، لا نهاية لضخامته، إيوان فوق إيوان، وقاعة على قاعة، وشرفة تعلوها شرفة، لبناته من الشرق والغرب والشمال والجنوب؛ رخام وذهب وزمرد وياقوت ومرجان، ينام فيه أنبياء قدامى أختامهم في أصابعهم، وتحرسهم مردة مجنحة وغير مجنحة، منها ما له أقدام ومنها ما ليس له أقدام. فهناك في الصحراء الخالية، التي تفصلها عن عالم الإنسان أيام وليال لا نهاية لها، وقفار تتكرر وتتردد بلا نهاية، هناك توجد أرض أحلام عملاقة، منعزلة غامضة تستغلق على الأفهام، ولكن فيها مع ذلك وحشة واضطرابا وعمقا.»
24
ومع ذلك، ففي وسط هذه الأوصاف الفخمة الرنانة، يثور لديه الشك والارتياب فيما إذا كان هذا العملاق مجرد دجال وأفاق منطقي «ومغامر جريء يوهم الناس بأنه فيلسوف.»
25
وثرثار يغرر بنا بألفاظه «فالواقع أن الأمر كله هذيان، ولكن مع أجرأ اغتصاب للكلمات ذات السلطة الرنانة، حول الأسرار التي ينبغي أن تظل أسرارا.»
26
بل إن سترلنج يصرح بكلمة قاسية فيقول: «هناك شيء ساذج في هذا الرجل، فهو ما يزال جلفا ريفيا.»
Unknown page