Fak Fi Tarikh
فدك في التاريخ
Genres
وإن كان للتضحية الأنسانية الفاضلة كتاب فاعمال علي عنوان ذلك الكتاب المشع بأضواء الخلود (1). وإن كان لمبادئ السماء التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعبير عملي على وجه الأرض فعلي هو تعبيرها الحي على مدى الدهور والأجيال. وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خلف في امته عليا والقرآن (2) فإنما جمع بينهما ليكون القرآن تفسيرا لمعاني علي العظيم، ولتكون معاني علي انموذجا لمثل القرآن الكريم. وإن كان الله تعالى قد جعل عليا نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آية المباهلة (3) فلأجل أن يفهم المسلمون أنه امتداد طبيعي لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وشعاع متألق من روحه العظيمة. وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من مكة مهاجرا خائفا على نفسه وخلف
---
(1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لضربة علي يوم الخندق خير من عبا دة الثقلين، أو قال: لمبارزة علي لعمرو أفضل من أعمال امتي إلى يوم القيامة). راجع: السمتدرك / الحاكم 3: 32. (الشهيد) نشر دار المعرفة - بيروت. (2) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم الثقلين أو الخليفتين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). راجع صحيح مسلم 4: 1874، صحيح الترمذي 1: 130، سنن الدارمي 2: 432، مسند الأمام أحمد 4: 217، المستدرك 3: 119. (3) آية المباهلة، راجع تفسير الفخر الرازي / سورة آل عمران: 261، الصواعق المحرقة: 143، أسباب النزول / الواحدي: 67 دار الكتب العلمية - بيروت.
--- [99]
Page 98