Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Genres
لا غايةً في الصلابة أو اللُّيونة فلا يمكن الاستقرارُ عليها ﴿وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ سقفًا ﴿وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ﴾ أنواعِ ﴿الثَّمَرَات رِزْقًا لَكُمْ﴾ تأكلونَه وتَعلفُونَ به دوابَّكم ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ شركاءَ في العبادة ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنه الخالقُ ولا تخلقون ولا يكون إلهًا إلا مَنْ يخلق.
وقولُ المؤلِّف: (أي: أهلَ مكة): يريد أنَّ المخاطَب في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ هم الكفار مِنْ أهل مكة، وفي هذا التفسير نظرٌ؛ لأنَّ السورة مدنية، والصواب: أنه خطابٌ لجميع الناس من المؤمنين والكفار والمنافقين، وهم الطوائفُ المذكورة قبل.
وقولُه: (وحِّدُوا): فسَّرَ العبادة بالتوحيد؛ لأنَّ التوحيدَ هو عبادة الله وحدَه لا شريك له، وهذا ما بعثَ الله به جميعَ المرسلين.
وقولُه: (أنشأَكُم ولم تكونوا شيئًا): هذا معنى ﴿خَلَقَكُمْ﴾، ومعنى: أنشأكم: أوجدكم بعد العدم.
وقولُه: (خلقَ): يريد أنَّ العامل في الموصول محذوفٌ، والتقدير: وخلق الذين مِنْ قبلكم، والمعطوف هو الموصول، والمعطوف عليه ضميرُ المخاطبين، وكلاهما في موضعِ نصب.
وقولُه: (بعبادتِه عقابَه): يريد أنَّ التقوى تتحققُ بعبادة الله وحده لا شريك له، فمَن عبدَ اللهَ كما أُمر فقد اتقاه، والمُتَّقَى: هو العقاب، ويصحُّ أن يكون التقدير: لعلَّكم تتقون الله. وقولُه: (ولعلَّ …) إلى آخره: يريد أنَّ معنى «لعل» في الأصل: الرجاء، وهذا مِنْ المخلوق ظاهرٌ، أمَّا مِنْ الله فيقول المؤلِّف: إنها للتحقيق؛ مثل ما قالوا في «عسى» من الله واجبةٌ (^١)، وقيل: أنَّ «لعلَّ» في مثل هذا السِّياق للتعليل.
(^١) وهذا مروي عن ابن عباس، قال: «كل عسى في القرآن فهي واجبة»، أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٧٦)، وابن أبي حاتم في التفسير (٦/ ١٧٦٦، رقم ١٠٠٦٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٩/ ٢٣، رقم ١٧٧٥٣).
1 / 63