Wājibāt al-ʿummāl wa-ḥuqūqihim fī al-sharīʿa al-islāmiyya muqārana maʿa qānūn al-ʿamal al-Filasṭīnī
واجبات العمال وحقوقهم في الشريعة الإسلامية مقارنة مع قانون العمل الفلسطيني
Publisher
جامعة القدس
Genres
(اللحم المشرّر أو ما قُطِع منه طِوالًا) (١)، فجاءني مسكين فأطعمته منه، فعلم بذلك مولاي فضربني، فدعاه النبي ﷺ وقال له:" لمَ ضربته؟ قال: يُطعم طعامي بغير أن آمره، فقال النبي ﷺ:" الأجر بينكما" (٢) ويُستفاد من هذا الحديث أن للعامل حق الشكوى على صاحب العمل إذا شعر بظلمه له، كما يؤخذ منه واجب العامل في المحافظة على أموال صاحب العمل وأن لا يتصرف فيه إلا بإذنه (٣)، وقد عُرف للمغيرة بن شعبة (٤) ﵃ عبدًا (٥)
كان يصنع الرحاء، وكان المغيرة بن شعبة ﵃ يستعمله كل يوم بأربعة دراهم، فلقي العبد عمر بن الخطاب ﵃ وقال: يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أكثر عليّ فكلمه أن يخفف عليّ، فقال له عمر ﵃: اتق الله وأحسن إلى مولاك، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه في التخفيف عنه، فغضب العبد وقال: يسعُ الناس كلهم عدله غيرك، وعزم على أن يقتله، فصنع خنجرًا له رأسان، فشحذه وسمّه ... " (٦)، وتتنوع أساليب الاحتجاج على الظلم الواقع على العمال، فمنها الاحتجاج بالرسائل الموقعة من العمال أو من ينوب عنهم، وهذه الرسائل تصل لصاحب العمل أو من ينوب عنه، كذلك الاعتصام السلمي تعبيرًا عن عدم الرضا، ومنها أيضًا اللجوء إلى القضاء، ولم ينصّ قانون العمل الفلسطيني على اعتبار الشكوى على صاحب العمل حقًا للعامل، وإنما أشار في المادة رقم (٣٩) منه على أنه:" لا يمكن اعتبار الحالات التالية بوجه الخصوص من الأسباب الحقيقية التي تبرر إنهاء العمل من قبل صاحب العمل ... إقدام العامل على رفع قضية أو مشاركته في إجراءات ضد صاحب العمل بإدعاء خرق القانون، وكذلك تقديمه لشكوى أمام الهيئات الإدارية المختصة" (٧)، ومن الوسائل المتاحة لدى العمل للتظلم ما بات يُعرف اليوم بالمظاهرات والإضراب عن العمل.
(١) الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ص ٣٠٩.
(٢) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب ما أنفق العبد من مال مولاه، ص٣٨٩، برقم (١٠٢٥).
(٣) الحية، الأحاديث الواردة في حقوق العمال ومسؤولياتهم، ص١٥٥.
(٤) من كبار الصحابة، شهد بيعة الرضوان، كنّاه الرسول ﷺ بأبي عيسى، له في الصحيحين اثنا عشر حديثًا، وقد انفرد البخاري بحديث واحد، ومسلم بحديثين، توفي في سنة خمسين للهجرة، الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج٣، ص ٣٢. ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج٣، ص٥٩٩.
(٥) قاتل عمر بن الخطاب ﵃ أبو لؤلؤة المجوسي. المرجع نفسه، ج١، ص٩٠ ..
(٦) رواه البيهقي في سننه، ج٤، ص ٢٥، برقم (٦٨٢٠)، ورواه البخاري ولم يرفع شكوى أبي لؤلؤة، كتاب فضائل الصحابة، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان، ص ٩٠٤، برقم (٣٧٠٠).
(٧) وزارة العمل، قانون العمل الفلسطيني، ص٢١.
1 / 190