146

Durrat Ghawwas

درة الغواص في أوهام الخواص

Investigator

عرفات مطرجي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Publisher Location

بيروت

برجلك) وَلِهَذَا قيل للجنين، إِذا اضْطربَ حَيا فِي بطن أمه: قد ارتكض. وَمن أَبْيَات الْمعَانِي المشكلة: (قد سبق الْجِيَاد وَهُوَ رابض ... وَكَيف لَا يسْبق وَهُوَ راكض) وَالْمرَاد بِهِ أَن أمه سبقت الْجِيَاد حِين أجريت وَهِي حَامِل بِهِ، وأضاف السَّبق إِلَيْهِ لاتصاله بِأُمِّهِ، وَأَشَارَ بركضه إِلَى تَحْرِيك قوائمه فِي مربضه ومقره، وَقد توهم بَعضهم أَن الركض لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْخَيل، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل يُقَال: ركض الْبَعِير بِرَجُل، إِذا رمح، وركض الطَّائِر، إِذا حرك جناحيه، ثمَّ ردهما على جسده فِي الطيران، كَمَا قَالَ سَلامَة ابْن جندل: (أودى الشَّبَاب حميدا ذُو التعاجيب ... أودى وَذَلِكَ شَأْن غير مَطْلُوب) (ولى حثيثا وَهَذَا الشيب يَطْلُبهُ ... لَو كَانَ يُدْرِكهُ ركص اليعاقيب) يَعْنِي باليعاقيب ذكر الحجل، وَهُوَ جمع يَعْقُوب. ويروى: ركض اليعاقيب بِالضَّمِّ وَالْفَتْح، فَمن رَفعه جعله فَاعل يدْرك، وَأَرَادَ بِهِ أَن هَذَا الطَّائِر على سرعَة طيرانه لَا يدْرك الشَّبَاب إِذا ولى فَكيف يُدْرِكهُ غَيره، وَمن رَوَاهُ بِالنّصب نَصبه بِفعل مُضْمر تَقْدِيره ولى يرْكض ركض اليعاقيب، وَجعله من صلَة صفة الشَّبَاب، وَجعل فَاعل يُدْرِكهُ ضمير الشيب

1 / 154