Al-Durr al-Farīd wa-Bayt al-Qaṣīd
الدر الفريد وبيت القصيد
Editor
الدكتور كامل سلمان الجبوري
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فَبَانَتْ تَمُجُ المِسْكَ في فيِّ غَادةٌ ... بعيدةٌ مهَوى القُرْطِ صامِتَةُ الْحَجْلِ
وَقَالَ ذُو الرُّمة (١):
بَعِيدَاتُ مهَوْى كُلّ قُرْطٍ عَقَدْنَهَ ... لِطَافُ الخصُورِ مُشْرِفاتُ الرّوادفِ
وَقَدْ كرَّرَ ذلِكَ ذوُ الرُّمة قالَ (٢):
بَعِيدَاتُ مهَوْى كلّ قُرْطٍ عَقَدْنَهُ ... لِطَافُ الحشَا تَحْتَ الثُّدِيِّ الفَوالِكِ
إِذَا غَابَ عَنْهُنَّ القصورُ تَهَلَّلَتْ ... لنَا الأرضُ باليومِ القصيرِ المباركِ
* * *
وَمِنْ ذلك قوْلِ مُحَمَّد بن صَالح الطُّوْسِيّ:
رَقِيْقَةُ مَجْرَى الدَّمْعِ أَمَّا شَبَابُها ... فَغَضُّ وَأَمَّا الرَّأْيُ مِنْهَا فَكامِلُ
رُدَينيَّةُ الأعْلَى هجانٌ عقِلَةٌ ... بِأَعْطَافِهَا الجادِيُّ وَالمِسْكُ شَامِلُ
* * *
وَمِنَ الإِرْدَافِ وَالتَّتْبِيْعِ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يَصِفُ فَرَسَهُ (٣):
وَقَدِ اغْتَدَى الطَّيْرُ فِي وَكَنَاتِهَا ... بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ
أَرَادَ أَنْ يَصِفَ الفَرَسَ بِالسُّرْعَةِ وَأَنَّهُ جَوَادٌ فَلَمْ يَتَكَلَّم بِاللَّفْظِ بعَيْنِهِ وَلَكِنْ بِأَرْدَافِهِ وَلَوَاحِقِهِ التَّابِعَةِ لَهُ وَذَلِكَ أَنَّ سُرْعَةَ إِحْضارِ الفَرَسِ يَتْبَعُهَا أَنْ تَكُوْنَ الأوَابِدُ وَهِيَ الوُحُوْشُ كَالمُقَيدَةِ لَهُ إِذَا جَرَى فِي طَلَبِهَا وَالنَّاسُ يَسْتَجِيْدُوْنَ لامْرِئِ القَيْسِ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فَيَقُوْلُوْنَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَيَّدَ الأَوَابِدَ وَإِنَّمَا عَنَا بِهَا الدَّلَالَةَ عَلَى جَوْدَةِ عَدْوِ الفَرَسِ وَسُرْعِةِ حُضْرِهِ فلو قَال ذَلِكَ بِلَفْظِهِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النَّاسِ مِنَ الاسْتِجَادَةِ كَقَوْله هَذَا وَأَبْيَاتِهِ بِالرِّدْفِ لَهُ.
(١) ديوانه ٣/ ١٦٢٦.
(٢) ديوانه ٣/ ١٧٢٠ - ١٧٢٢.
(٣) ديوانه ص ١٩.
1 / 274