228

Al-Durr al-Farīd wa-Bayt al-Qaṣīd

الدر الفريد وبيت القصيد

Editor

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

ابْتَدَأ المِصْرَاعَ الأوَّلَ، فَأَحْسَنَ الابْتِدَاءَ، وَرَدَّ فِي المِصْرَاعِ الثَّانِي، فَأَحْسَنَ التَّرْدِيْدَ، ثُمَّ ابْتَدَعَ فِي البَيْتِ الثَّانِي مَا لَيْسَ مِثْلُهُ لأحَدٍ. وَكَقَوْلِ الخَلِيْعِ البَاهِلِيِّ (١): [من الطويل]
لَقَدْ مَلأَتْ عَيْنِي بِغُرِّ مَحَاسِنٍ ... مَلأْنَ فُؤَادِي لَوْعَةً وَهُمُوْمَا
وَالتَّصْدِيْرُ هُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ البَيْتِ بِكَلِمَةٍ، ثُمَّ يُعِيْدَهَا فِي عَجُزِهِ، أَوْ

= يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ وَالاجْتِدَاءِ:
غَدَا وَرَاحَ النَّاسُ فِي إِثْرِهِ ... أَيَلْحَقُ الرَّائِحُ مَنْ قَدْ غَدَا؟
(البَيْتُ مَصْدَرٌ)
عَبْدُكَ يَا مَوْلَايَ مُسْتَنْجِزٌ ... وَعْدَكَ يَا أَكْرَمَ مَنْ يُجْتَدَى
بَلِّغْهُ مِنْ سَيْبكَ أَقْصى المُنَى ... وَاجْعَلْ ذَوِي الوُدِّ لَهُ جُسَّدَا
وَبَادِرِ الفُرْصَةَ مَا أمْكَنَتْ ... فَمَا قَضَاءُ الفَرْضِ مِثْلَ الأَدَا
حَاشَاكَ أَنْ تَحُوْجَ وَجْهِي ... إِلَى غَيْرِكَ أَوْ غَيْرِ الَّذِي عُوِّدَا
فَرُبَّ وَجْهٍ أَبْيَضٍ وَاضحٍ ... ذِيْلَ بِبَذْلٍ فَانْثَنَى أَسْوَدَا
إِذَا غَرِيْمِي جَدَّ فِي عَسْفِهِ ... جَعَلْتُ جَدْوَاكَ لَهُ مَوْعِدَا
وَقَائِلٍ مَهْلًا عَلَى مَا لَهُ ... فَقُلْتُ مَهْلًا هَكَذَا عَوَّدَا
لَسْتُ كَمَا أَوْلَيْتَنِي جَاحِدًا ... وَمِثْلُ مَا أَوْلَيْتَ لَنْ يُجْحَدَا
(البَيْتُ مَصْدَرٌ)
فاتَّقِ سَعِيْدَ الجَدِّ فِي نِعْمَةٍ ... جَدِيْدَةِ السَّعْدِ وَعِشْ سَرْمَدَا
وَقَدْ ذَكَرَ التَّصدِيْرُ بَعْضُ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ وَهُوَ أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّد بن عَبْدٍ فِي المَدْحِ فَقَالَ:
أَنْتَ الَّذِي قَادَ العُلَى بِخِطَامِهَا ... بِعَزَائِمٍ مَا ضُمِّنَتْ تَقْصيْرَا
وَبَدَأْتَ بِالحُسْنَى وَعُدْتَ بِمِثْلِهَا ... كَمُصَرِّفٍ فِي شِعْرِهِ التَّصْدِيْرَا
(١) للحسين بن الضحاك الملقب بالخليع الباهلي في ديوانه ص ١٠٧.

1 / 230