فَتَشْبِيْهُ العيَانِ وَالتَّأَمُّلِ كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (١): [من الطويل]
كَأنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيَابِسًا ... لَدَى وَكْرهَا العُنَّابُ وَالحَشَفُ البَالِي (٢)
وَكَقَوْلِهِ أيْضًا (٣): [من الطويل]
كَأنَّ عُيُوْنَ الوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا ... وَأرْجُلَنَا الجَزعُ الَّذِي لَمْ يُثَقَّبِ
وَكَقَوْلِ القَاضِي الأرَّجَانِيِّ (٤): [من الكامل]
وَإذَا بَكَى أبْصَرْتَ جَامِدَ دَمْعِهِ ... في الهدبِ منه كلؤلؤٍ في مِثْقَبِ
وَتَشْبِيْهُ الحسِّ وَالتَّخَيُّلِ، كَقَوْلِ مُحَمَّد بن يَزيْدَ بن مَسلمةَ بن عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَان: [من الكامل]
وَالجَدْيُ كالفَرَسِ الحِصانِ شَدَدْتَهُ ... بِالسَّرْجِ إلا أنَّهُ لا يَصْهِلُ
= عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُرْوَةَ بنُ مُضَرِّسٍ حِيْنَ انْتَهَى إِلَيْهِ بِجَمْعٍ قَبْلَ أَنْ يُصلِّي الغَدَاةَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ طَوَيتُ الجَّبَلِيْنِ وَلَقَيْتُ شِدَّةً. فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ﷺ: أَفرَخَ رَوْعُكُ مَنْ أَدْرَكَ إِفَاضَتِنَا هَذِهِ فَقَدْ أَدْرَك (١).
(١) ديوانه ص ٣٨.
(٢) قَبْلَ هَذَا البَيْتِ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ (٢):
كَأَنِّي بِفَتْحَاءِ الجَنَاحَيْنِ لِقُوَّةٍ ... عَلَى عَجَلٍ مِنِّي أُطَأْطِئُ شِمْلَالِي
تَخَطَّفَ خزَّانَ الأُنَيْعِمِ بِالضُّحَى ... وَقَدْ عَجِزَتْ مِنْهَا ثَعَالِبُ أورَالِ
كَأَنَّ قُلُوْبَ الطَّيْرِ. البَيْتُ.
(٣) ديوانه ص ٥٣.
(٤) ديوانه ١/ ٢٠٦.
(١) انظر: مسند أحمد ٤/ ٥، ٢٦١.
(٢) ديوانه ص ٣٨.