Durar Saniyya

Dahlan d. 1304 AH
30

Durar Saniyya

الدرر السنية في الرد على الوهابية

Publication Year

1396 - 1976 م

Genres

Responses

واحتجاجهم هذا مردود وباطل بالأحاديث لصحيحة الصريحة في حصول الإذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة للمؤمنين وقد صحت الأحاديث بأنه صلى الله عليه وسلم يشفع لمن قل بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة إلى آخر الدعاء المشهور ولمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ولمن زار قبره صلى الله عليه وسلم وجاءت أحاديث كثيرة في أعمال من عملها حلت له الشفاعة ولو ذكرناها لطال الكلام وجاءت أحاديث صريحة في شفاعته لعصاة أمته كقوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وذكر كثير من المفسرين في قوله تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى أن كل من مات مؤمنا كان ممن ارتضى فيدخل في شفاعته صلى الله عليه وسلم فثبت بهذا كله أن الشفاعة ثابتة ومأذون للنبي صلى الله عليه وسلم فيها لكل من مات مؤمنا فالطالب للشفاعة كأنه يتوسل إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يحفظ عليه الإيمان إلى أن يتوفاه الله عليه فيدخل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ويكون من أهلها وهذا كله ظاهر لا يخفى إلا على من انطمست بصيرته والعياذ بالله تعالى ومما يعتقده هؤلاء المنكرون للزيارة والتوسل منع النداء للميت والجماد ويقولون إن ذلك كفر وإشراك وعبادة لغير الله تعالى وهذا أيضا باطل ومردود ولا مستند لهم فيه وشبهتهم التي يتمسكون بها أنهم يزعمون أن النداء دعاء وكل دعاء عبادة بل الدعاء مخ العبادة وحملوا كثيرا من الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الموحدين الذين يصدر منهم النداء المذكور وهذا تلبيس في الدين توصلوا به إلى تضليل كثير من الموحدين وحاصل الرد عليهم أن النداء قد يسمى دعاء كما في قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا لكنه لا يسمى عبادة فليس كل دعاء عبادة ولو كان كل نداء دعاء وكل دعاء عبادة لشمل ذلك نداء الأحياء والأموات فيكون كل نداء ممنوعا مطلقا سواء كان للأحياء والأموات أم للحيوانات والجمادات وليس الأمر كذلك وإنما النداء الذي يكون عبادة هو نداء من يعتقد ألوهيته واستحقاقه للعبادة فيرغبون إليه ويخضعون بين يديه فالذي يوقع في الاشراك هو اعتقاد ألوهية

Page 31