Durar al-ʿuqud al-faridat fi taragim al-aʿyan al-mufidat
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
القراءات وإمام الجامع الأزهر، ولازمه نحوا من اثنتي عشرة سنة. وقرأ أيضا على المسند تقي الدين أبي الفضل عبدالرحمن بن أحمد بن علي الواسطي المعروف بابن البغدادي، أحد أصحاب التقي الصائغ. وسمع عليى جماعة، منهم المشند المعمر ناصر الدين محمد بن يوسف الكردي الطبردار، وجوئرية بنت أحمد بن الحسين الهكاري، والمعمر زين الدين عبذالرحمن بن أحمد ابن الشيخة، وعز الدين محمد ابن الكويك، والشهاب آحمد بن حسن الشوئداوي وغيرهم. وقرأ العربية والعروض، وحفظ في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
وكان ضابطا متقنا مفيدا، ذاكرا لكثير من القراءات وتوجيهها وعللها، حافظا للكثير من التاريخ، لا سيما أخبار مصر، فإنه لا يكاد يشذ عنه من أخبار ملوكها وخلفائها وأمرائها، ووقائع خروبها، وخطط دورها، وتراجم أعيانها إلا اليسير، مع معرفة النخو والعروض وقرض الشعر الحسن. وكان رحمه الله كثير التعصب للدولة التركية، محبا لطريق الله، علقت عنه جملة أخبار، واستفدت منه كثيرا في التاريخ، وأعانني الله بمسوادات من خطه في خطط القاهرة ضمنتها كتابي الكبير المسمى بكتاب "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار"، وناولني ديوان شعره، وهو في مجلدة لطيفة بخطه، فمن شعره المنتقى من ديوانه: لاتكشرن من الشكوى إلى أحد فذاك عيب على الأخرار ينتقد وإن دفغت لأمر لا مرد له فاضرع إلى الله تخفى شر ما تجد وقال: كن صبورا لحفل كل عظيم من خطوب الزمان إن كنت خرا وإذا ما ركسائث الهم وافت لك تسعى أوسع لها منك صذرا وقال: تعف وكن قانعا باليسير ودغ عنك يا صاح ذل الطلب وداوم على كيمياء التقى واياك تشقى بعنر ذهب وقال:
Page 186