278

Al-Ḍiyāʾ li-Salama al-ʿUtabī j2 6 8 10

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

فإن قال: فخلق الشرك في قلوب المشركين، قيل له: إن أردت خلق الشرك في قلوبهم بأن اضطرهم إليه وحملهم عليه كما خلق أسماعهم وأبصارهم في رءوسهم فلا، ليس كذلك نقول. وإن أردت أنه خلق الشرك الذي في قلوب المشركين متناقضا فاسدا خلافا للتوحيد في قلوب الموحدين، فكذلك نقول.

فإن قال: فهل يشتم الله نفسه إذ خلق الشتم؟ أم هل كذب إذ خلق الكذب؟ قيل له: تعالى الله عن ذلك، وكيف يكون شاتما لنفسه؟ وإنما خلق شتم الشاتمين له معصية لا طاعة، خلاف مدح المادحين له طاعة.

* مسألة [هل يقال: إن الله تعالى فعل القبح وصنعه؟]:

فإن قال: أليس ما خلق الله تعالى فقد فعله وصنعه؟ قيل له: نعم، فقد يقال هذا في جملة الأشياء ولا يقال ذلك في بعض الأشياء مطلقا. /123/ فإن قال: أليس تقولون: إن الله خلق الكفر؟ قيل له: نعم، فإن قال: أفتقولون إن الله تعالى فعله وصنعه أم لا؟ قيل له (¬1) : لا. ألا ترى أنا نقول: إن جهنم قذرة، ولا نقول: إن الله صنع الأقذار، ويقال: خلقها؛ لأن «خلقها» اسم تعظيم في كل شيء، و«صنع ودبر الأقذار والقبائح» تهجير، فنفينا عنه جل جلاله كل إضافة تهجير، والخلق صفة تعظيم مضاف إلى الله تعالى بالتعظيم. ألا ترى أنا نقول: إن الله تعالى يجد كل شيء، ولا يجوز أن يقال: يجد الحر والبرد والأذى والمكروه؛ لأن جملة القول: إن الله تعالى يجد الأشياء يوجب العلم بالأشياء والإحاطة بها.

Page 282