Al-Ḍiyāʾ li-Salama al-ʿUtabī j2 6 8 10
الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10
Genres
فإن سأل عن هذه الفواحش مجملة أو متفرقة، هل أرادها الله عز وجل؟ فالجواب فيها: أنه أراد أن تكون قبيحة فاسدة، خلاف الطاعة والإيمان. فإن قال: أفتقولون: إن الله تعالى أراد أن يكفر ويشتم؟ قيل له: لا نطلق ذلك، لئلا يتوهم علينا القول، ولكن يقال: إن الله تعالى أراد شتم الشاتمين له خلاف مدح المادحين، معصية لا طاعة.
* مسألة في خلق الأفعال:
إن سأل سائل من أهل القدر عن أفعال العباد فقال: أتزعمون أنها مخلوقة لله تعالى؟ قيل له: نعم، فإن قال: فما حجتكم في أنها مخلوقة وقد أمر الله تعالى ببعضها ونهى عن بعض، وأوجب الثواب والعقاب عليها؟ قيل له: الحجة من الكتاب والإجماع وما لا تمتنع منه العقول، أن الله تعالى خالق وما سواه مخلوق، من خير وشر، ونفع وضر، قال الله عز وجل: {خالق كل شيء} (¬1) ، ووجدنا الأفعال شيئا موجودا، فعلمنا أنها مخلوقة؛ لأن مخرج الآية عموم، ولم نجد في كتاب الله تعالى ما يدل أنه خاص، فإن قال: فقد قال الله تعالى: {فتحنا عليهم أبواب كل شيء} (¬2) و{تدمر كل شيء} (¬3) ، {وأوتيت من كل شيء} (¬4) ، مخرج الآية عموم وهي مخصوصة، قيل له: أجمعت الأمة أن هذه الآيات خصوص، وقوله تعالى: {خالق كل شيء} عموم. ولعمري إن العرب قد تضع «كل» في موضع «بعض» إذا كانت في الموضع الدال على /122/ تخصيصها، وقد قال لبيد (¬5) :
ألا كل شيء ما خلا الله ... باطل ... وكل نعيم لا محالة ... زائل (¬6)
Page 280