Al-Ḍiyāʾ li-Salama al-ʿUtabī j2 6 8 10
الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10
Genres
وإن قالوا: إن الإرادة من الله تعالى ليست بواحدة، قلنا لهم: كم هي، فإن قالوا: إرادات كثيرة: منها ما خلق تثبيت الخلق حتما منه، ومنها ما ليس بحتم، قلنا لهم: أما التي في حتم خلق الخلق فنحن وأنتم فيها سواء. وأما التي ليست بحتم، وليست في قولكم بأمر كما قلنا، فما هي؟ وكيف إرادة أرادها من الخلق أن يأمرهم وينهاهم ولا يجبرهم ولا يكرههم؟ فإن قالوا: نعم، قلنا: فهل أحب الله تعالى الذي أراد من الخلق في أمره ونهيه؟ فإن قالوا: نعم، قلنا: فهل كان كما أحب أم إنما أراد وأحب أن يكون الأمر منه أمرا فكان كما أراد أمرا، فيكونوا شركاء فيما قلنا، أم إنما أراد أمرا وأحب خلافه، فإن قالوا: أراد أمرا وأحب خلافه، فقد تركوا قولهم، وإن قالوا: بل أراد أن يأمر العباد بما يحب تمامه فقد رجعوا إلى أنها إرادة حتم مثل إرادة خلق السماوات، ولم تتم إرادته في خلقه كما تمت في خلق السماوات.
فصل [الإرادة والمشيئة بين القدرية والإباضية]
زعمت القدرية أن الله تعالى أراد شيئا فلم يكن الذي أراد، وأن إرادته لم تتم كما أراد فيها، وأن إبليس لعنه الله أراد من العباد الطاعة فتمت إرادته فيما أراد منهم من معصية، وقصرت إرادته في بعض ، وأن الله تعالى أراد من العباد الطاعة فتمت إرادته في بعض وقصرت في بعض، فأقاموا الله في إرادته مقام إبليس، ولم يفرقوا بين الله جل وعز وبين إبليس اللعين في إرادته (¬1) فيما أمر به أو نهى.
Page 271