212

Al-Ḍiyāʾ li-Salama al-ʿUtabī j2 6 8 10

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

يقال: لهم أتقولون: إن الله تعالى يرى بالأبصار؟ فإن قالوا: نعم، يقال لهم: أفترونه في مكان دون مكان (¬1) أم في كل مكان؟ فإن قالوا: نراه بكل مكان، قيل لهم: فيجوز أن يروا كل مكان في وقت واحد كما يرون من هو بكل مكان في وقت، فإن قالوا: لا يجوز أن يروا كل مكان في وقت واحد، قيل لهم: وكذلك لا يجوز أن يروا من هو بكل مكان في وقت واحد. فلا يجدون إلى الفصل بين ذلك سبيلا.

* مسألة [كيف يرى الله مع قربه منا، وهل بحركة أم بسكون؟]:

ويقال: لهم: أليس الله عز وجل أقرب إلى الإنسان من نفسه إلى نفسه، ومن نظره إلى عينيه، فهل يجوز لعين أن تنظر إلى نفسها؟ فكيف إلى من هو أقرب إليها من نظره؟!.

ويقال: لهم أوجدونا عن شيء تقع أعينكم (¬2) ، على حركة أو سكون، فإن قالوا: بالحركة أو بالسكون، /93/ فقد وصفوه بما خلق، وأجروا عليه ما جرى على خلقه من الفناء والزوال، عز الله وجل عن ذلك. وإن قالوا: حالة بينهما، فقل لهم: فأوجدوا لي (¬3) ما لا حركة ولا سكون. وفيه انقطاعهم.

فصل [محاسبة الله تعالى لخلقه لا تعني رؤيتهم إياه]

زعمت المشبهة أنا إذا قلنا: إن الله تعالى لا يرى، فقد قلنا: إنه لا يحاسب الخلق، وهم يزعمون أن الله تعالى قد كلم موسى عليه السلام في الدنيا ولم يره. قلنا: فما أنكرتم أن يحاسبهم ويسائلهم وهم لا يرونه كما كلم موسى عليه السلام ولم يره؟.

فصل [حجة الأشعري في رد تأويل النظر بالانتظار]:

Page 216