وقوله تعالى: {انا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب} (¬1) قال بعضهم: المراد أي: إني علمته صابرا. وقال بعضهم: إنه كان صابرا ولم يخف ذلك علينا، فقدم وأخر، كما قال تعالى: {حتى نعلم} (¬2) ، وقوله: {وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا} (¬3) المعنى في ذلك أن من آمن منكم ليس يخفى على الله. فكذا قوله تعالى: {انا وجدناه صابرا} ولم يخف ذلك على الله تعالى. ولا يجوز أن يقال: إنه يجد في وقت دون وقت، كما قال: {ووجدوا ما عملوا حاضرا} (¬4) و{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} (¬5) ؛ لأن هذا وجود فجاءة ينزل عليهم ما لم يكونوا يعلمونه ولا يحسبونه، وهذا لا يجوز على الله جل وعز.
/71/ وقوله تعالى: {ووجدك ضآلا فهدى} قال الفراء (¬6) : أي فهداك، فحذف الكاف. قال ابن عباس: أي في قوم ضلال فهداك لدينه. وهذا في كلام العامة (¬7) يقال: فلان قاتل فلان، أي: من القوم الذين قتلوه. وقالت جليلة بنت مرة (¬8) أخت جساس بن مرة وهي امرأة كليب، وقتل جساس كليبا، وقتل ابن كليب وهو ابنها، فقالت:
إنني قاتلة ... مقتولة ... فلعل الله ... أن يعطف لي (¬9)
«
Page 162