فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {وكان الله عليما حكيما} (¬1) و{عزيزا}، و{قديرا} وما أشبهه، أو ليس «كان» لما مضى؟ قيل: قد تجيء كان على وجوه كثيرة: لما مضى، ولما حدث ساعته، ولما لم يجئ بعد في موضع يكون. ويكون بمعنى الوجوب، فيكون دخولها وخروجها واحدا، إلا أن عملها في رفع الاسم ونصب الخبر. كقول الله عز وجل: {وكان الله غفورا رحيما} (¬2) وأشباه ذلك ليس لشيء ماض، ولكنه واجب دائم أبدا. ومنه {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (¬3) ، ومنه {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} (¬4) أي: هو في المهد صبيا، ويكون صلة دخلوها وخروجها سواء، والمعنى واحد. قال الله عز وجل: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم} (¬5) والمعنى واحد؛ لأن المخاطبين المؤمنين... (¬6) . قال الفرزدق (¬7) :
Page 140