فإن قال: قوله عز وجل: {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} (¬1) كيف جاز أن يسميهم وارثين وإنما الميراث للحي من الميت؟ قيل له: قال ابن عباس: إنه ليس أحد من ولد آدم إلا وقد أعد الله عز وجل له أهلا ومنزلا في الجنة على العمل بطاعته، فمن أطاع منهم صار إلى ذلك الأهل والمنزل الذي أعد له في الجنة، ومن عمل منهم بمعصية الله صار إلى النار، وكان ما أعد له لأهل الجنة إلى منازلهم التي أعدها الله تعالى لهم، وذلك قوله عز وجل: {أولئك هم الوارثون} (¬2) .
* مسألة [في قوله عز وجل: {وهم لها سابقون}]:
فإن قال: فقوله عز وجل: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} (¬3) كيف يسبقون الخيرات؟ قيل له: المعنى غير ذلك، كأنه قال تعالى: وهم إليها سابقون، ومثله في القرآن كثير، ومنه {إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} (¬4) أي: إلى الإيمان، ومثله {بأن ربك أوحى لها} (¬5) أي (¬6) أوحى إليها. قال الأعشى (¬7) :
Page 131