125

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

فإن قال: فقوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} (¬1) أليس قد عبدت الملائكة وعبد عيسى بن مريم عليه السلام، فما معنى ذلك؟ قيل له: قال الكلبي (¬2) عن ابن عباس: إن النبي j قام مما يلي الكعبة، ثم قرأ هذه الآية فوجد منها أهل مكة، فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى (¬3) الشاعر وهم يخوضون فيها فقال: لو كنت هاهنا لخصمته، فلقيه فقال: يا محمد أرأيت ما قلت لقومك آنفا، أخاص لهم أم عام؟ فقال: بل عام لمن عبد شيئا من دون الله، قال: هذه النصارى تعبد عيسى، فعيسى والنصارى في النار، واليهود تعبد عزيرا، فعزير واليهود في النار، وبنو مليح من خزاعة يعبدون الملائكة، فالملائكة وهم في النار. فسكت j ولم يجبهم، فقال ابن الزبعرى: خصمتك، فضحكت قريش، فذلك قوله عز وجل: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} (¬4) ، أي: يضحكون، فأنزل الله في جواب قولهم: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} (¬5)

Page 129