279

Diwan

ديوان الشريف الرضي

Genres

Poetry

أيكون البخيل غير بخيل، # أم يكون الجواد غير جواد

لأجار الزمان من كل بؤس # ظاهر الجد طاهر الأجداد

فرحات به العيون كما تف # رح بالعشب أعين الرواد

واضح العزم متلئب المطايا، # مستطيب الاتهام والإنجاد (1)

أخذت كفه بصخرة عزم # دوخت بالطلاب هام البلاد

وجبان لويت عنه، فأمسى # وجل العين من قراع الرقاد

مستطيرا كأن هداب جفني # ه على الناظرين شوك القتاد

لا أقال الإله من خانك العه # د، وجازاك بغضة بالوداد

ظن بالعجز أن حبسك ذل، # والمواضي تصان بالأغماد (2)

قصر الدهر من ذراه، وقد كا # ن بتلك الظبى طويل النجاد

وأذل الزمان بعدك عطفي # ه، وقد كان من أعز العباد

كنت ليثا، وكان ذئبا، ولكن # لا تلذ الأشكال بالأضداد

وتمادى بما جناه على الأ # يام حتى جنى عليه التمادي

سمحت كفه به للمنايا، # بعد أن لم يكن من الأجواد

ظن أن المدى يطول وفي الآ # مال ما لا يعان بالأجداد

كل حي يغالط العيش بالده # ر وكل تعدو عليه العوادي

لو رجعنا إلى العقول يقينا، # لرأينا الممات في الميلاد

كيف لا يطلب الحمام عليل # حكم الدهر فيه رأي المعاد

لو أجيزت له العيادة يوما # لقضى من فظاظة العواد

أو تصدى لمجمع جرحته # ألسن القوم بالعيون الحداد

هكذا تدرك النفوس من الأع # داء برد القلوب والأكباد

كل حبس يهون عند الليالي # بعد حبس الأرواح في الأجساد

وتداركت ما تمنيت، والأح # شاء مزرورة على الأحقاد

Page 283