318

البحر : كامل تام

أحبب بهن معاهدا ومعانا

كانت منازلنا بها أحيانا

دمن عفت بعد الأنيس ، فأصبحت

للجازئات من الظباء مكانا

ولقد نرى فيها ملاعب لم تزل

تشجى الفؤاد ، ولا نرى إنسانا

عرفت بها الجرد العتاق مجالها

فغدت تحمحم رقة وحنانا

بتنا بها متساندين على الثرى

نصف الكلال ، ونذكر الإخوانا

أيام لا يرد الجمام لعزها

أحد ، ولا يرعى الجميم سوانا

في معشر رسخت حصاة حلومهم

أدبا ، وخفوا للوغى فرسانا

قرنوا الشجاعة بالسماحة ، فاغتدوا

قيد المحامد شدة وليانا

طلعوا على الزمن البهيم ، فأثقبوا

نار الفضائل حجة وبيانا

من كل مشبوب تخال لسانه

عند التخاصم في الندي سنانا

Page 318