316

خلقت حرا ؛ فلا قدري بمتضع

عند الملوك ، ولا عرضي بممتهن

لا عيب في سوى أني عتبت على

دهري ؛ فقدم من دوني ، وأخرني

وهذه شيمة الدنيا ، ومن عجب

أني أرى محنتي فيها وتعجبني

ليس السرور الذي يأتي الزمان به

يفي بقدر الذي يمضي من الحزن

فاستبق نفسك إن كنت امرأ فطنا

واقنع بعيشك في سربالك الخشن

ولا تفه بحديث النفس ، إن به

شر الحياة ، وسعي الحاسد الأفن

ولا تسل أحدا عونا على أمل

حتى تكون أسير الشكر والمنن

خير المعيشة ما كانت مذللة

هونا ، وثوبك معصوم من الدرن

وعاشر الناس بالحسنى ، فإن عرضت

إساءة فتغمدها على الظنن

فالصفح عن بعض ما يمنى الكريم به

فضل يطير به شكر بلا ثمن

Page 316