347

Dīwān Ibn Nabāta al-Miṣrī

ديوان ابن نباتة المصري

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

بدون

Publisher Location

بيروت - لبنان

ليَ الله قلبًا في اتّباع صبابة ... كعاذله من قالَ للفلكِ أرفق
يميل لعذَّال الصبابة والهوى ... إذا شاءَ أن يلهو بلحية أحمق
ويصغي إلى الواشي وليسَ بقائل ... ويقضي على علم بكلِّ مخرّق
ويحثو تراب السبق في وجهِ عاشق ... أراه غباري ثم قال له الحق
معنى بذي قدٍّ ثنى الرمح تابعًا ... لأدرب منه في الطعان وأحذق
معنى بظبيٍ ينهب الناس لحظه ... ويعزي إليهم كلّ سور وخندق
من الترك إلا أنه أسمر اللمى ... لعُوب بأطراف الكلام المشقَّق
بروحيَ من لم يلقَ مضناه عادل ... بمثل خضوع في كلام منمَّق
مسدّد نبل المقلتين كأنما ... يخيّر أرواح الكماة وينتقي
بجفن رشًا إن تسمه السحر لم يحد ... وإن تدعه حدّ الحسام فأخلق
أباد قلوب العاشقين فلم يدع ... حبيبًا لفاد أو رقيقًا لمعتق
وأغرق عذَّالي بدمعي ولم أرد ... ولكنه من يرجم البحر يغرق
هوى كشأ الرأي الفلاني أنسبًا ... قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
وقال يرثي ولدا له مات صغيرا
البسيط
أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق ... كما بكى الروض صوب العارض الغدق
تبكيك رقة لفظي في مهارقها ... يا غصن فاسْمع بكاء الوُرق في الوَرَق
وما أوفيك يا عبد الرَّحيم وإن ... بكت لك العين بعد الماء بالعُلق
ما زال مبيضّ دمعي داعيًا لدمِي ... حتَّى بكيت ظلال الحسن بالشفق
وخدَّدت فوق خدِّي للبكا طرق ... حتى رويت حديث الحزن عن طرق
يا ساكن اللّحد مسرور المقام به ... أرقد هنيئًا فإني دائم الأرق
وإن تعرض في الليل طيف كرى ... فلا تشقني وغيري ساليًا فشق
صحّ الوداد لقلبي والأسى فلذا ... أبكيكَ بالبحرِ لا أبكيكَ بالملق
بنيّ لولاك ما استعذبت ورد بكا ... ولا أنست بتسهيد ولا أرق
ليصنع الدمع والتسهيد ما صنعا ... فإن ذلك محمول على الحدق
بنيَّ لا وجبينٍ تحت طرَّته ... لم يخلُ حسنك لا صبحي ولا غسقي
يهيِّج الليل نارًا فيكَ أنكرها ... فإن صدقت فقلبي ليلة الصّدق

1 / 347