307

Al-Dībāj al-waḍī fī al-kashf ʿan asrār kalām al-waṣī

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

وهذه الخطبة لم تترك لزاهد علة إلا شفتها، ولا حاجة لعابد إلا كفتها، وقد نسبها من لا علم له بالبلاغة، ولا عهد له بأساليب الفصاحة إلى معاوية، ولقد نقصها فيما قال وظلمها، وأزال عنها برهانها وعلمها، وهيهات ثم هيهات! أين الإبريز عن الأرزيز!(1) وشتان ما بين الدر المنضد والخشب المعقد! وقد دل على ذلك أستاذ البلاغة وسفيرها وحاكمها وأميرها عمرو بن بحر الجاحظ(2)، فإنه ذكر هذه الخطبة في كتاب (البيان)، وذكر من نسبها إلى معاوية، ثم قال:

إنها بكلام أمير المؤمنين أشبه، وبمذهبه في تصنيف الناس وتقسيمهم إلى ما هم عليه أحق وأليق، ثم أقول: ليت شعري متى وجدنا معاوية يرد هذه الموارد الصافية، ويقرع القلوب بهذه المواعظ الشافية، وأين عهدناه يحث على وظائف العبادة، ويحض على مسالك الزهادة.

Page 312