Dhayl Thamarat Awraq
ثمرات الأوراق (مطبوع بهامش المستطرف في كل فن مستظرف للشهاب الأبشيهي)
Publisher
مكتبة الجمهورية العربية، مصر
Genres
فأمرت به فرفع ثم دعوت جارية كنت أحبها وأحب حديثها وأشتغل بها فلم تطب نفسي فدخل وقت القائلة فلم يأخذني النوم فنهضت وأمرت ببلغة لي فأسرجت فركبتها فلما خرجت من المنزل استقبلني وكيل لي ومعه مال فقلت ما هذا فقال ألفا درهم جبيتها من مستغلك الجديد قلت أمسكها معك واتبعني وأطلقت رأس البغلة حتى عبرت الجسر ثم مضيت في شارع دار الرقيق حتى انتهيت إلى الصحراء ثم رجعت إلى باب الأنبار وانتهيت إلى باب دار نظيف عليه شجرة وعلى الباب خادم. فعطشت فقلت للخادم أعندك ماء تسقينيه قال نعم ثم دخل وأحضر قلة نظيفة طيبة الرائحة عليها منديل فناولني فشربت وحضر وقت العصر فدخلت مسجدا على الباب فصليت فيه فلما قضيت صلاتي إذا أنا بأعمى يلتمس فقلت ما تريد يا هذا: قال إياك اريد قلت فما حاجتك فجاء حتى جلس إلى جانبي وقال شممت منك رائحة طيبة فظننت أنك من أهل النعيم فاردت أن أحدثك بشيء فقلت قل قال ألا ترى إلى باب هذا القصر قلت نعم قال هذا قصر كان لأبي فباعه وخرج إلى خراسان وخرجت معه فزالت عنا النعم التي كنا فيها وعميت فقدمت هذه المدينة فأتيت صاحب هذه الدار لأساله شيئا يصلني به وأتوصل إلى سوار فإنه كان صديقا لأبي فقلت ومن أبوك قال فلان ابن فلان فتعرفته فإذا هو كان من أصدق الناس إلي فقلت له يا هذا إن الله تعالى قد أتاك بسوار منعه من الطعام والنوم والقرار حتى جاء به فأقعده بين يديك ثم دعوت الوكيل فأخذت الدراهم منه فدفعتها إليه وقلت له إذا كان الغد فسر إلى منزلي ثم مضيت وقلت ما أحدث أمير المؤمنين بشيء أظرف من هذه فأتيته فاستأذنت عليه فأذن لي فلما دخلت عليه حدثته بما جرى لي فأعجبه ذلك وأمر لي بألف دينار فأحضرت فقال ادفعها إلى الأعمى فنهضت لأقوم فقال اجلس فجلست فقال أعليك دين قلت نعم قال كم دينك قلت خمسون ألفا وقال يقول لك أمير المؤمنين أقض بها دينك قال: فقبضت منه ذلك فلما كان من الغد أبطأ علي الأعمى وأتاني رسول المهدي يدعوني فجئته فقال قد فكرت البارحة في أمرك فقلت يقضي
Page 265