Dhayl Nafahat Rayhana
ذيل نفحة الريحانة موافقا للمطبوع
Investigator
أحمد عناية
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1426ه-2005م
Publisher Location
بيروت / لبنان
Genres
ومن نثره الرائق ، وكلمه الفائق ، وحكمه المنيفة ، ونكاته اللطيفة ، قوله : في | الأحاديث صحيح وسقيم ، ومن التراكيب منتج وعقيم . للنفوس صبابة بالغرايب ، وإن | لم يكن من الأطايب . إذا قصرت يدك عن المكافأة ، فليطل لسانك بالشكران ، كما قال | | أهل العرفان . الروض إن لم يشكر الغمام بعرفه ، ففي وجهه شاهد من عرفه . شفاعة | اللسان ، أفضل زكاة الإنسان . إذا ما سقط الرجا ، فالناس كلهم أكفا . لله ألطاف غنية | عن البيان ، وهو مع تنزهه كل يوم في شان . للدهر نسخة تعرب عن الأقدار ، وحجة | القضاء بينا هي مسودة بالليل تراها مبيضة بالنهار . فبينا تراه كليالي المحاق لا شموس | ولا أقمار ، أعقب ليالي مقمرة وأياما مشمسة تسر القلوب والأبصار . من تواضع رقي | لسلم الشرف ، فإن التواضع كما قيل رقي لمراتب السلف . العلم مع المنخفض والآبي ، | كالماء مع الوهاد والروابي . من لم يكن بالفضل ذا رجحان ، يميل بالخفة مثل الميزان . | إذا زاد قرينك في الترقي ، فزد أنت من شره في التوقي . ليست الأذناب كالأعراف ، ولا | الأنذال كالأشراف . إذا صحبت فاصحب الأشراف تنل التشريف ، فإن المضاف يكتسب | من المضاف إليه التنكير والتعريف .
أعوذ بالله من الكساد ، فإنه أخو الفساد . السلعة على قدر الثمن ، والحركة على قدر | تنشيط الزمن . إذا ساعد الدهر على سرور فواته ، واغنم منه دهرا سر قبل فواته .
وله هذه الأرجوزة في الأمثال ، وهي عديمة النظير والمثال : + ( الرجز ) + |
أحسن ما سارت به الأمثال
حمد إله ما له مثال
فالحمد لله على إسدائه
فضلا يكل النطق عن إحصائه
ثم الصلاة للنبي المحترم
منبع أسرار العلوم والحكم
وآله وصحبه الكرام
من فهموا مزية الكلام
ما تليت محاسن الألفاظ
فشنفت مسامع الحفاظ
وهذه تحائف أهديها
من حكم لمن وعى أبديها
سميتها براحة الأرواح
جالبة السرور والأفراح
قالت لها الأمثال حزت السبقا
إذ أنت في حفظ اللبيب أبقى
إن اللبيب يعرف المزايا
وكم خبايا لحن في الزوايا
ورب جاهل لقد تعلما
لا ييأسن نائم أن يغنما
من غنم الفرصة أدرك المنى
ما فاز بالكرم سوى الذي جنى
الناس إخوان وشتى في الشيم
وكلهم يجمعهم بيت الأدم
فالبعض منهم كالغذاء النافع
والبعض كالسم الزعاف الناقع
وهكذا بعض الذوات روح
والبعض منها في الحشا قروح
ورب شخص حسن في الخلق
وهو أشد من شجى في الحلق
والدهر صراف له تصريف
يروج فيه النقد والزيوف
كذاك ضاعت خلص الأحرار
كضيعة المصباح في النهار
|
Page 212